انتهج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، سياسة الانفتاح على الدول العربية والإقليمية والأوروبية من خلال توطيد العلاقات معها، ضمن مساعيه الراسخة لتدويل القضية الفلسطينية مع التأكيد والتمسك بالثوابت الوطنية.
ومنذ اختياره رئيسًا للمكتب السياسي للحركة في السادس من مايو/ أيار 2017، لم يدّخر "هنية" جهداً في سبيل رفع القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، متمسكاً بدعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وحظي "هنية" بترحيب وحفاوة استقبال من قادة ورؤساء وشعوب دول عربية وأوروبية وإقليمية، إذ أبدت خلالها دعم القضية الفلسطينية وأنها تتصدر أولوياتها، مثل إيران والجزائر وتركيا وروسيا وغيرها من الدول الأخرى.
وتُعتبر روسيا، على سبيل المثل لا الحصر، من بين الدول الأوروبية الكبرى التي تربطها علاقة وثيقة مع حركة حماس، إذ استقبلت على مر السنوات وفوداً للحركة، وآخرها في 19 يناير الماضي في خضم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023.
يقول عضو منسقيات المؤتمر الشعبي الفلسطيني في الخارج فارس فحماوي، إن الشهيد "هنية" كان رجلاً متوازناً وقادراً على توحيد خط الجهاد والمقاومة لتحرير فلسطين، ومُنفتحاً على المحيط العربي والإقليمي.
وأوضح فحماوي خلال اتصال هاتفي مع "فلسطين أون لاين"، أن "هنية" كان دبلوماسياً ويُقيم علاقات مع مختلفة الأنظمة العربية بما يخدم المقاومة الفلسطينية دون التدخل في الشؤون الداخلية لأي نظام عربي.
وبيّن أنه كان الأولوية لدى "هنية" هي مقاومة الاحتلال والتمسك بالثوابت الوطنية في كل المحافل الدولية والعربية، مشيراً إلى أنه حظي بشعبية واسعة من قادة رؤساء الدول العربية والإقليمية.
ووفق فحماوي، فإن "هنية" انتهج سياسة الانفتاح على العالم، حيث أصبح يدخل أي دولة كقائد وطني فلسطيني، وجعل القضية الفلسطينية تتصدر المشهد خلال الأعوام الأخيرة تحديداً.
وأشار إلى أن "هنية" كان له دور مهم في وحدة الساحات ومحور المقاومة، مما جعل الكثير من الدول المجاورة تُساند المقاومة على المستويين الدولي والإقليمي.
وأيّد ذلك المفكر والمحلل السياسي عدنان الصباح، موضحاً أن "هنية" أقام علاقات قوية في دول عظمى مثل روسيا والصين وتركيا وإيران.
وبيّن الصباح لموقع "فلسطين أون لاين"، أن "هنية" كان له دور وعلاقة قوية مع القيادة الإيرانية ومحور المقاومة، لافتاً إلى أن حياته حافلة بتاريخ النضال الوطني والكفاحي.
وقال: إن "هنية أعاد للقضية الوطنية اعتبارها في المحافل الدولية والعربية والإقليمية، وحظي بتأييد عالمي غير مسبوق"، لافتاً إلى أن الشعوب العربية والأوروبية باتت تساند الشعب الفلسطينية وتدعم قضيته.
وذكر أن "هنية" مثّل حركة حماس والشعب الفلسطيني في كل المحافل الدولية والعربية، وآخرها خلال العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث لم ينقطع تواصله مع كل العالم.
ومثّل قائد الأمة إسماعيل هنية، الوجه الأبرز في الدبلوماسية الفلسطينية عقب عملية طوفان الأقصى التي هزت (إسرائيل).
وشغل "هنية" منصب رئيس وزراء فلسطين بعد فوز حركة حماس بأغلبية مطلقة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006م، كما انتخب رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في مايو/أيار 2017، وفي 31 يوليو/تموز 2024 أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه تم اغتياله في العاصمة طهران.