فلسطين أون لاين

"لن يزعزع استقرار حماس".. كيف تناولت الصحف العالميّة والعبرية عملية اغتيال القائد هنيَّة؟

...
صحف أمريكية: اغتيال هنية لن يزعزع استقرار حماس و"إسرائيل" تفشل في ردع أعدائها
غزة/ فلسطين أون لاين

أكدت صحف عبرية وأمريكية، في تعليقها على اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران، اليوم الأربعاء، أن العملية لن تؤثر على مسار حركة حماس، وأنه على الرغم من الضربات العديدة في بيروت وإيران، فإن "إسرائيل" تفشل في ردع أعدائها

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن اغتيال إسماعيل هنية، زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، من غير المرجح أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الحركة على المدى البعيد، خاصة وأنها قد تعافت من اغتيالات سابقة طالت قادة سياسيين وعسكريين.

ووصفت الصحيفة الأمريكية، القائد الشهيد إسماعيل هنية بكونه الشخصية الأبرز التي تدير ملف العلاقات الدولية لحماس وأحد الوجوه الأكثر شهرة في الحركة على مستوى العالم. وقد ساعد في قيادة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وألقى خطابات نارية تم بثها في جميع أنحاء العالم العربي.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المحلل السياسي إبراهيم مدهون قوله: "إن اغتيال هنية ضربة قوية". لكنه أضاف: "واجهت حماس هذا الوضع في الماضي وخرجت من تلك السيناريوهات أقوى".

وتشمل القائمة الطويلة لقادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل أحمد ياسين، مؤسس حماس وزعيمها الروحي، في عام 2004، وصلاح شحادة، مؤسس الجناح العسكري لحماس في عام 2002، وأحمد الجعبري أحد القادة البارزين في عام 2012.

من جانبه أشار مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية من مدينة غزة، إلى أن اعتماد حماس على مؤسساتها، وليس على أفراد محددين، قد ساعدها على التغلب على عمليات قتل قادتها في الماضي.

وقال أبو سعدة: "هناك تركيز على أشخاص معينين في حماس. لكن غياب هؤلاء الأشخاص لا يؤدي إلى فراغ، لأن حماس لديها مؤسسات وهذه المؤسسات مستعدة لملء أي فراغ".

ورجح أبو سعدة أن تنسحب حماس من محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، على الأقل لبضعة أيام أو أسابيع، كما توقعت تقارير عبرية أيضاً أن تؤدي عملية الاغتيال إلى مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وتعقيد مفاوضات صفقة التبادل بين تل أبيب وحماس.

وأضاف أبو سعدة أن الحركة قد تقرر الرد بشن هجوم في الضفة الغربية المحتلة.

ومن جهتها، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير، أنّ "الضربات العديدة التي شنتها إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لم تنجح في ردع أعدائها".

وأشارت إلى "تعثر الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، حيث تلقت ضربة قاسية باغتيال هنية، المحاور الرئيسي لحماس مع الوسطاء"، مضيفةً أنّ "الولايات المتحدة، والمنطقة، تكافح يومياً لإدارة أزمة أصبحت أكثر تعقيداً وفتكاً".

من جانب أخر، قلل خبراء إسرائيليون اليوم الأربعاء من الفائدة التي قد يجلبها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية لإسرائيل في حربها على غزة، وحذروا من أن سياسة الاغتيالات تدفع المنطقة إلى شفا حرب إقليمية.

وأضاف الخبراء أن سياسة اغتيال كبار المسؤولين في حركات المقاومة لم تحدث تغييرا على المستوى الإستراتيجي، وأكدوا أن حماس ستجد بديلا لهنية وتستمر في مسارها.

وشددوا على أنه من السابق لأوانه توقع طبيعة الرد، سواء من حماس أو حزب الله أو إيران أو جميعهم، على غارتي إسرائيل ضد طهران والضاحية الجنوبية لبيروت بفارق 6 ساعات.

من جانبه، قال المحلل العسكري بصحيفة هآرتس الإسرائيلية عاموس هارئيل إن الاغتيالات في إيران ولبنان تدفع المنطقة إلى شفا حرب إقليمية.

وأضاف أن إيران ستجد صعوبة في عدم الرد على اغتيال هنية على أراضيها، مما يعني أنه قد يحصل تصعيد جديد.

أما القائد الأسبق للقيادة الشمالية بالجيش الإسرائيلي عميرام ليفين، فقال إن أجهزة الأمن الإسرائيلية كان ينبغي أن تعارض بشدة اغتيال هنية.

بدوره، أشار المعلق في معهد دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة "تل أبيب"، يوحنان تسوريف، إلى أن اغتيال هنية لن يجلب فائدة لإسرائيل لأن حركة حماس قادرة على البقاء.

وأضاف أن سر بقاء الحركة هو وجود قاعدة شعبية واسعة للغاية واتخاذ القرارات الأساسية بالإجماع والمسؤولية المشتركة.

ورجح أن حماس ستجد بسرعة بديلا لهنية، وستستمر في مسارها، مع التكيف مع احتياجات الساعة.

ووفق الباحثة في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي أورنا مزراحي، فإن تصفية كبار المسؤولين بحركات المقاومة لم تحدث تغييرا على المستوى الإستراتيجي.

وأعلنت حركة حماس، اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في غارة على مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، ليلحق برئيسي الحركة الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي اللذين استشهدا في غارات إسرائيلية قبل سنوات.

كان هنية الوجه الصارم على صعيد الدبلوماسية الدولية لحركة حماس، إلا أنه عرف في الوقت ذاته بأنه أكثر قادة الحركة اعتدالاً، كما عرف بأنه رجل هادئ وصاحب خطاب "رصين ومنفتح" على مختلف الفصائل حتى تلك المنافسة لحركته.

ولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية المعروف بـ"أبو العبد" يوم 23 أيار/مايو عام 1963، في مدينة غزة بمخيم الشاطئ للاجئين، الذي لجأت إليه أسرته بعدما هجرها الجيش الإسرائيلي عام 1948 من قرية الجورة قضاء مدينة عسقلان.

برز هنية الذي أنهى المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدارس (الأونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، خلال مرحلة الدراسة الأكاديمية بالجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج فيها مُجازا في الأدب العربي.

وكان هنية عضوا نشطا في مجلس اتحاد الطلبة حيث ترأس مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية.

بدأ هنية نشاطه داخل "الكتلة الإسلامية" التي تمثل الذراع الطلابي لحركة حماس، وعمل عضوا في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية بين عامي 1983 و1984، ثم تولى في السنة الموالية منصب رئيس مجلس الطلبة.

اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هنية للمرة الأولى عام 1987 بعيد اندلاع الانتفاض الأولى، ولبث في السجن قرابة الشهر، ثم اعتقل للمرة الثانية سنة 1988 مدة ستة أشهر.

دخل هنية سجون الاحتلال مجددا سنة 1989 بتهمة الانتماء إلى حركة حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نفي إلى مرج الزهور في جنوبي لبنان مع 400 من قيادة حركة حماس، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية في غزة.

تعرض لمحاولات اغتيال إسرائيلية، حيث أصيب في 6 أيلول/ سبتمبر 2003، إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2006.

وكان هنية من أوائل المدافعين عن دخول حماس معترك السياسة. وفي عام 1994 قال إن تشكيل حزب سياسي سيمكن حماس من التعامل مع التطورات الناشئة. وفي عام 2006 انتخب عضواً للمجلس التشريعي الفلسطيني بعدما قررت الحركة الدخول في الانتخابات، قبل أن يصبح رئيساً للحكومة الفلسطينية الحادية عشرة عام 2007.

في العام 2007، ترأس هنية حكومة الوحدة الوطنية، واستمر على رأس الحكومة حتى جرى توقيع اتفاق الشاطئ في منزله، وتشكلت بموجبه حكومة التوافق الوطني بتاريخ 2 حزيران/يونيو 2014.

في 6 أيار/مايو 2017 أصبح هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس بعدما اختاره أعضاء مجلس الشورى العام في انتخابات أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وفي غزة في وقت متزامن.