فلسطين أون لاين

العد التنازلي لتصعيد إسرائيلي محدود مع لبنان

تتواتر التقديرات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة بإعلان خطأ تقييماتها العسكرية تجاه حزب الله، بشأن عدم رغبته في الحرب، لأنه بات معنيًّا ببدء اشتباكات محدودة على غرار جولات التصعيد في قطاع غزة.

يعتقد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الحزب لديه عشرات الصواريخ الدقيقة التي تهدده، وقد أحرز تقدمًا في هذه القضية، صحيح أن استمرار العمليات الهجومية الإسرائيلية في سوريا، أو العمليات السرية التي تنفذ في مناطق أخرى من الشرق الأوسط تعيق مواصلة الحزب لتكثيف قدراته العسكرية، لكنها لن توقف استمراره بهذا الاتجاه.

في نهاية المطاف، وفي واقع التطور التكنولوجي اليوم، سيكون لدى الحزب أسلحة محددة تشكل تهديدًا عسكريا إستراتيجيًّا كبيرًا لأمن (إسرائيل)، ومع تقدمه في هذا المشروع الصاروخي، ستزداد معضلة صناع القرار الإسرائيلي، خاصة بالعمل والهجوم على الأراضي اللبنانية، على افتراض أن مهاجمة القوات الجوية الإسرائيلية المواقع التي يخزن فيها الحزب، أو يطور صواريخ دقيقة، ستؤدي إلى الحرب.

يقدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التوترات العسكرية متوقعة على طول الحدود اللبنانية، وصحيح أن معظم النشاط في إستراتيجية "المعركة بين الحروب" يحدث في سوريا، لكن فرص الاشتباك العسكري مع الحزب أعلى من أي قطاع جغرافي، وتدرك (إسرائيل) أن تغييرًا إستراتيجيًّا يشهده الحزب، الذي لم يستطع الوفاء بمعادلته، وبموجبها سيقتل جندي إسرائيلي أمام كل عنصر من الحزب يقتل في سوريا.

تتحدث التقديرات الإسرائيلية أن الحزب يستعد لأيام محدودة من القتال، ربما على غرار جولات التصعيد المألوفة في قطاع غزة، وقد يتطور يوم المعركة هذا بعد إسقاط ناجح لطائرة دون طيار، أو إطلاق قذائف (هاون) على (إسرائيل)، ردًّا على حادثة وقعت في سوريا، والعديد من السيناريوهات المحتملة الأخرى.

ولكن على عكس ما حدث في السنوات الأخيرة، إذ لم تؤثر الاشتباكات على روتين مستوطني الشمال، إن جولات التصعيد التالية قد تتخذ مسارًا مختلفًا لا تقبله (إسرائيل)، وإذا تحقق هذا السيناريو، فسيشكل لها فشلًا إستراتيجيًّا مدويًا، ما لم يدفع الحزب ثمن أي عمل عنيف أثمانًا باهظة جدًّا، ومن ذلك الأضرار التي لحقت بمشروعه الصاروخي الدقيق، وإلحاق أضرار بالعديد من المواقع الأخرى، وفق التهديد الإسرائيلي.

تنظر (إسرائيل) إلى الحزب على أنه غير مهتم بالحرب معها، لكن الافتراض بأنه مستعد لخوض أيام عديدة من القتال يمثل تحديًا لها، ولا يتوافق مع هذا التقييم، لأنه بعد حرب لبنان الثانية 2006 يدرك جيدًا أنه من الصعب، بل شبه المستحيل، السيطرة على ارتفاع ألسنة اللهب بعد وقوع حادث خطر على الحدود، لذلك هناك تناقض معين في هذا التقدير الإسرائيلي.