فلسطين أون لاين

رماح.. شابة غزية تتحدى مصاعب العمل في مجال الطاقة الشمسية

...
غزة/ هدى الدلو:

تحت أشعة الشمس الدافئة تصعد رماح البحيصي على سطح إحدى المدارس الحكومية وهي تحمل لوحًا للطاقة الشمسية لتركيبه وتمديد "الكوابل"، وتجميع الخطوط في "طبلون"، لتتمكن المدرسة من توفير الكهرباء عند انقطاعها خلال ساعات الدوام.

العشرينية رماح "اقتحمت" هذا الاختصاص رغم علمها المسبق بصعوبته، وحداثته في قطاع غزة، حيث زاد الإقبال عليه من المؤسسات الخاصة والحكومية حتى البيوت.

تخرجت رماح وغيرها من الشابات في اختصاص صيانة وتشغيل وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية بإحدى كليات غزة، التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ويخضعن لتدريب عملي في شركات خاصة ليستطعن الانخراط في سوق العمل المحلي.

بنشاط وحماس تهتم رماح وزميلاتها بأدق التفاصيل رغم التعب والمشقة اللذين تتحملهما أجسادهن بفعل الأعباء الملقاة على عاتقهن من عمل تمديدات كهربائية، وتركيب دائرة العوام الكهربائي، والتحكم في تشغيل محرك (ستار دلتا) يدويًّا وأوتوماتيكيًّا، وقياس الكميات الكهربائية للدوائر الكهربائية، ومسح موقع لتركيب نظام طاقة شمسية، وتوصيل نظام كهروضوئي بسيط، وتصميم نظام شمسي كامل مع حساب عدد الألواح والبطاريات مع طريقة توصيلها والقواطع و"الفيوزات" وحساب مقطع الأسلاك للخلايا والبطاريات، وغيرها من المهام.

تقول رماح لصحيفة "فلسطين": "جدة التخصص دفعتني للاهتمام به والبحث فيه وفي مجالات دراسته، وخوض التجربة، أعجبني التخصص، ولم ألتفت إلى انتقادات بعض من حولي، بل على العكس شجعتني أن أكمل طريقي".

وفي أثناء دراستها الاختصاص شعرت بنوع من الإحباط، لما يتطلبه الأمر من تعب وعناء: "فكنت في الدوام الجامعي بملابس متسخة، وأتجول في أروقة الجامعة حاملة السلم، وأدوات العدة الخاصة بالعمل، ولكن أمي هي من شدت على يدي بأن هناك الكثيرات من النساء اللواتي يعملن في قيادة المقطورة والشاحنة، وغير ذلك، في النهاية هو حلمك أنتِ وشخصيتك، أكملت طريقي بدافعية قوية".

وترى أن الشخص أيًّا كان حلمه فعليه أن يؤمن بنفسه ليقوى على تحدي العادات والتقاليد التي تضع قيودًا أمام المرأة، خاصة في الأعمال التي يعدها المجتمع بعيدة عن مجال الفتيات، كالأعمال الشاقة التي تعد مناسبة أكثر للشباب.

وتشير رماح إلى أن الفتيات اليوم أصبحن بجانب الشباب في كل الأعمال: الحدادة والنجارة، والقيادة، والكهرباء وتركيب الألواح الشمسية، لبناء مستقبلهن وتطوير ذواتهن، وإيجاد فرص عمل في السوق المحلي، مع انعدامها بسبب الوضع القائم.

ويتطلب هذا العمل الذي وصفته بـ"الشاق" وقت عمل طويلًا قد يتجاوز ثماني ساعات، وبنية جسمية قوية، ورغبة في العمل، وقدرة على تحمل التعب والمشقة، لتتمكن من إثبات ذاتها في المجال الذي اختارته بناء على رغبتها.

وتطمح رماح إلى إنشاء شركة (أون لاين) تتوافر فيها كل المعدات التي تحتاج لها في العمل، ويغلب عليها الطابع النسائي.