فلسطين أون لاين

تقرير مواطنو "الضفة" يرقبون "حوار القاهرة" بحذر ويخشون فشله

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

يخشى العديد من المواطنين بالضفة الغربية المحتلة "فشل حوار القاهرة"، ويعتقدون أنه لم يبقَ مجال للمزيد من الفشل السياسي الفلسطيني، في حين يواصل الاحتلال الإسرائيلي قضم الأرض والحقوق الفلسطينية، ما يستدعي إتمام الوحدة الفلسطينية فورًا.

ولا يتوقع عبد الفتاح بدير من مدينة طولكرم نجاح المباحثات الفصائلية التي تنطلق اليوم في العاصمة المصرية، ويرى أن فتح لن تبدي مرونة "كالعادة" إزاء مطالب حركة حماس السياسية أو ستضع عراقيل لكسب تنازلات من حماس.

ويقول: "لا أنتظر منهم خيرا ولا أتوقعه، فإذا كانوا معنيين بالانتخابات سيلجؤون للخيار الثاني وهو الضغط على حماس".

وينبه بدير إلى أن الأجواء السياسية بالضفة غير مهيأة لانتخابات ديمقراطية في ظل استمرار الاعتقال السياسي الذي ولد مع قدوم السلطة عام 1994، "فلن تتوقف الاعتقالات والاستدعاءات بعد الانتخابات، وستستمر كما يجري اليوم، فهذا عمل لا علاقة له بالشراكة والوحدة وما شابه".

وبين أن المؤسسة الأمنية بالضفة أعلى من أي سلطة أخرى فهي تعمل ما تريد وليس بتوجيه من المستوى السياسي، موضحًا أن "السيطرة الأمنية بالضفة وغزة لن تتغير وما سيحدث هو مجرد تجديد شرعيات وتخلٍّ عن بعض المسؤوليات وترتيب أوراق بين الفصائل الفلسطينية".

وفي الوقت ذاته، يقر بدير بضرورة مشاركة المواطنين في الانتخابات في حال حدوثها لإسماع صوتهم والتعبير عن رأيهم دون توقع تحولات كبيرة في الوضع القائم.

في حين يؤكد أمين أبو وردة من نابلس أن الشارع الفلسطيني بالضفة يراقب من كثب المجريات والتحضيرات التي تُجرى للانتخابات الفلسطينية المقبلة بما فيها "حوار القاهرة"، وهذه المتابعة تنطلق من حيثيات الأهمية التي يوليها عموم المواطنين للعملية الانتخابية المتعطلة منذ أكثر من عقد وسبقها تعطيل عمل المجلس التشريعي المنتخب.

وأعرب عن أمله بتهيئة الأجواء لانتخابات ديمقراطية حقيقية، "بالرغم من مرارة التجربة السابقة بسبب الرفض المحلي والدولي لنتائجها حيث فازت حركة حماس ووضع في طريقها العثرات لإفشالها"، مستدركًا: "لكن على الرغم من ذلك يرغب المواطنون بخوض الانتخابات بدليل الإقبال الكبير على التسجيل في السجل الانتخابي".

وتظهر معطيات لجنة الانتخابات المركزية أن عدد المسجلين في سجل الناخبين حتى اللحظة 2347097 ناخباً من إجمالي 2809119 مواطناً ممن يحق لهم التسجيل في الانتخابات الفلسطينية.

ويعتقد أبو وردة أن مرارة الحالة الفلسطينية التي نتجت عن الانتخابات السابقة جعلت الشعب الفلسطيني تواقًا للحرية والديمقراطية، ويأمل بتوافق الفصائل الفلسطينية بما يعكس قناعتها بأهمية تجديد الشرعيات السياسية.

وفي المقابل تحدث أبو وردة عن العديد من الإشكالات بالضفة الغربية التي تحول دون حدوث انتخابات نزيهة تتيح للناخبين والمرشحين التحرك بأريحية، "فمن غير المقبول خوض الانتخابات والحريات مصادرة، فهذه إشكالات تمس عصب العملية الديمقراطية وتضغط على منْ ينوون الترشح لفرض أجندة معينة ضمن إطار ما".

أما المواطن محمود مبارك من مخيم الجلزون فأعرب عن أمله بأن يثمر "حوار القاهرة"، "فالمواطنون يدركون حساسية الوضع ولكن يرغبون بالتوصل لاتفاق وطني لأنه يكفيهم 14 سنة من الانقسام الفلسطيني".

ويضيف: "يعيش المواطنون ظروفاً صعبة في الضفة الملتهبة من جرائم الاحتلال، ويرغبون إنجاز الوحدة الوطنية في أسرع وقت ممكن"، معتبراً أن عرقلة أي فصيل عن الوصول لاتفاق ستكون "مصيبة" وستكون موقفا يُسجل ضده فلسطينياً.

ويشدد على أن الانتخابات هي المخرج الوحيد للانقسام، وأن الأوضاع الميدانية والسياسية بالضفة لا تسمح بتأجيل الانتخابات، "ولن تتحسن في المستقبل القريب ومن الضروري جدًا لحل كل الأزمات إجراء الانتخابات في ظل المؤامرة الكبيرة على الشعب الفلسطيني.

في حين يبدي المواطن ناصر شواهنة من قلقيلية قلقًا إزاء احتمالية فشل المتحاورين بالقاهرة، مؤكدًا أن إنجاز المصالحة الوطنية على أسس صحيحة يجب أن يبدأ بالمصالحة المجتمعية بالضفة وغزة وإزالة العقبات أمام إجرائها بالضفة ومنها إتاحة حرية العمل السياسي.

وبين أن الأخطار المحدقة بنا من الاحتلال الإسرائيلي تفرض علينا حل كل الإشكالات الداخلية لتوجيه الطاقات لحل الملفات الوطنية والقضايا الوطنية كقضية الأسرى، معتبراً أن الحراك الديمقراطي المتمثل في الانتخابات سينعكس إيجاباً على كل القضايا الوطنية.