تسعى الأوساط العسكرية الإسرائيلية لإعطاء تفسيرات لمحاولات حزب الله المتكررة لإسقاط طائرات إسرائيلية في أجواء لبنان، متوقعة تلقيه بطاريات روسية مضادة للطائرات مهربة من سوريا، ما قد يزيد من التوترات السائدة في لبنان، ويشكل فرصة لتجريب أسلحته.
يرصد الإسرائيليون مواصلة الحزب في الآونة الأخيرة إطلاق صواريخ مضادة على طائرات إسرائيلية دون طيار، ولا يوجد سبب محدد وراء رغبته باستخدام البطاريات المضادة للطائرات التي تلقاها، ويخفيها، ويحتفظ بها من أجل صراع واسع النطاق، حتى للحرب مع (إسرائيل)، لكن ما زالت هناك أسباب عديدة لإطلاق النار الذي فشل، وتكمن في تفادي الانتقادات التي يوجهها إليه اللبنانيون، إذ يُلقون عليه باللائمة بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والصحية، التي تسحق مجتمعة بلاد الأرز.
أيضًا نشوب مواجهة مع (إسرائيل) في الوقت ذاته ستسمح له بإثبات أنه يدافع عن لبنان، ويسكت منتقديه، وهنا يظهر سبب ثالث محتمل، وهو أن الحزب لم يتمكن من الانتقام لمقتل أحد كوادره في دمشق، كما توعد، رغبة في تجديد معادلة الردع، وهدف تهديده هذا لتوسيع معادلة الردع الموجودة بالفعل بين (إسرائيل) والحزب، رغم محاولته مرتين استهداف جنود إسرائيليين، دون نجاح.
ولذلك ظل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حالة تأهب منذ ذلك الحين، رغم عدم نجاح الحزب بتنفيذ تهديداته، لذلك من المحتمل جدًّا أن يكون الحزب حاول إنقاذ شرفه بإسقاط طائرة إسرائيلية دون طيار كبيرة نسبيًّا، وبذلك يغلق الحدث، وهناك احتمال بأن الحزب أدخل تحسينات على نظامه المضاد للطائرات، ويحاول اختبار هل التحسينات تسمح له بضرب الطائرات الإسرائيلية دون طيار.
هناك احتمال من وجهة نظر إسرائيلية يتمثل في أن الإيرانيين لديهم الآن مصلحة في زيادة التوترات في الشرق الأوسط من طريق مبعوثيهم، من أجل الضغط على بايدن، لإزالة العقوبات القاسية التي فرضها ترامب عليهم.
كل ذلك يؤكد أنه من الصعب حاليًّا تقييم رد فعل (إسرائيل) على إطلاق الصاروخ المضاد للطائرات الذي لم ينجح في تحقيق هدفه، فقد يحاول الحزب مرة أخرى تقييد حرية سلاح الجو في العمل في الأجواء اللبنانية، ومن الواضح أن العمل الإسرائيلي في لبنان سيثير ردة فعل الحزب، وقد يؤدي إلى إطلاق صواريخ على (إسرائيل)، ويمكن أن تنعكس النتيجة في تصعيد قتالي، ربما أيامًا قليلة، ما قد يلحق الضرر بالطرفين.