الآن، وقد تم الانتهاء من تقديم القوائم الانتخابية للكنيست، وبلغت 36 قائمة، يمكن الحديث بأريحية أكثر عن التركيبات الحكومية الإسرائيلية المحتملة، مع أن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة ليس له ائتلاف حكومي حالي، وأغلب الجمهور لا يريد الحريديم المتدينين في الائتلاف، ومعظم الناخبين يميلون للأحزاب التي تعهدت بعدم الجلوس مع نتنياهو.
لعل إغلاق الأبواب أمام تقديم المزيد من القوائم الانتخابية إلى لجنة الانتخابات المركزية، يشكل الوقت المناسب للنظر في جدوى هذه الائتلافات الحكومية، سواء كانت استطلاعات الرأي أكثر أو أقل دقة، لكنه في الحالة الإسرائيلية، فمن الصحيح أن نقل التفويض هنا أو هناك سيحدد مصير التحالف الإسرائيلي.
لا توجد حاليًا إمكانية معقولة لتحالف حكومي إسرائيلي كبير ومستقر، إلا إذا افترضنا حدوث أشياء كثيرة جدًا لا تتماشى مع الوعود المبكرة، كأن يجلس ساعر مع بينيت، الذي قد يجلس مع نتنياهو، أو مع القائمة العربية المشتركة، أو أن يلتقي الحريديم مع ليبرمان، أو بينيت مع ميرتس، أو سموتريتش مع ميرتس، طبعًا إذا تجاوزا نسبة الحسم.
تعدُّ الأرقام الانتخابية بيانات متوقعة للمؤشرات الحزبية، وهذا المؤشر له مزايا عديدة، فهو يتعرف على التصويت بشكل أفضل، لكن لديه العديد من العيوب، لأنه يستجيب ببُطء للتطورات الانتخابية المفاجئة.
ومن ذلك مثلًا، أن حزب العمل بدأ في الصعود دفعة واحدة، دون أن يتماشى مع متوسط شعبيته في الاستطلاعات الأخيرة، وإذا لم تحدث المزيد من المفاجآت، فمن المحتمل أن يحصل على 5-6 مقاعد، إن واصل الصعود، مع أن الإسرائيليين يتداولون بينهم العديد من الخيارات التي يطرحونها على الطاولة.
يتمثل السيناريو الأول بتشكيل ائتلاف يسار الوسط، مع أن الجدوى العددية لهذا الائتلاف تعتمد على حقيقة أن "ميرتس والعمل وأزرق- أبيض" سيجتازون نسبة الحسم، ولعل الاستطلاعات تؤيد هذه الفرضية، التي لا تضمن وجود كتلة مانعة، وبالتأكيد ليس تحالفًا، لكنه يسمح لها إذا لم يخسر كثيرًا من الأصوات.
هناك سيناريو التحالف مع الحريديم، وبدون نتنياهو، الأكثر إثارة للاهتمام، على أن يتم طرد ليبرمان منه لجمع الآخرين، فيما يغادر ساعر وبينيت ولابيد والعمل وأزرق-أبيض، الجميع سيبتلعون الكثير من الضفادع على طول الطريق، رغم أن الحريديم يسعون لاستعادة رغبتهم بتحديد هوية من سيحكم إسرائيل، وإثبات أن يسار الوسط استسلم لهم.
هذا الخيار جيد لمن يريد إخراج نتنياهو من منزل رئيس الوزراء أولًا، لكن سيبقى السؤال مطروحًا حول القادر على تشكيل هذا التحالف، والمداولات تتراوح بين ساعر أو بينيت، هذا الائتلاف سيكون صلبًا، دون أن نعرف بعد ما إذا كان الإسرائيليون مرحبين به، لرغبة غالبيتهم بعدم وجود المتدينين في أي ائتلاف حكومي.