مررت بعيادة خان يونس التخصصية أكثر من مرة، وأنا أحسب أن هذا المكان يتبع لمديرية الخدمات الطبية العسكرية التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، وعليه، ما حاجتي كمواطن مدني، وحاجة غيري إلى هذا المكان المخصص لعلاج العسكريين، والعاملين مع قوى الأمن.
قبل أيام دفعني الفضول لدخول العيادة، وكانت المفاجأة حين عرفت أن العيادة تقدِّم خدماتها لكل المواطنين دون تمييز، وأن العيادة الناشئة تقدم خدمة معالجة الأسنان والعيون مجانًا، وفي العيادة العديد من الأجهزة المتخصصة للعيون والبصريات.
تقع عيادة خان يونس التخصصية في مكان يخلو من المؤسسات الطبية، فهي بعيدة عن مجمع ناصر الطبي، وتفصلها عن عيادة الأونروا مسافة تعج بآلاف السكان، والعيادة التي تتواجد غرب مخيم خان يونس، في المكان نفسه الذي كانت تسيطر عليه المستوطنات اليهودية قبل سنوات، هذه العيادة بمكانها ومستقبلها بحاجة إلى تطوير خدماتها المقدمة للجمهور، وهي بحاجة إلى المزيد من الأرض المخصصة للمرافق العامة، فالمساحة التي تبدو اليوم كافية لإقامة عيادة، ستضيق وتصغر في المستقبل، حين تتسع خدمات العيادة لتشمل عشرات آلاف المواطنين، وإذا توفرت اليوم فرصة لتخصيص المزيد من الأرض للموافق العالمة، فقد تضيع هذه الفرصة بعد سنوات، مع العلم أن منطقة غرب خان يونس هي الخزان الإستراتيجي للأرض الحكومية، والتي لا تخص محافظة خان يونس فحسب، وإنما تخص كل سكان قطاع غزة، الذين ستزداد حاجتهم في المستقبل إلى المستشفيات والعيادات والمدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات عامة.
وإذا كانت منطقة غرب خان يونس بحاجة إلى هذه العيادة التخصصية، فإن هذه العيادة بحاجة إلى المزيد من الاهتمام والدعم الحكومي، ولا سيما أن العيادة تقوم بالعمليات الجراحية التي تخص العيون كإزالة الأورام الحميدة، وظفر العين، والأكياس الدهنية، وإزالة الأجسام الغريبة، وجميع عمليات تجميل الجفون، وعملية توسيع القنوات الدمعية، فإذا أضيف لما سبق ما يقدمه قسم الأسنان من خدمة حشو الأسنان بأنواعها، ومعالجة العصب، فذلك يعني راحة المواطن وسلامته.
قد تكون عيادة خان يونس التخصصية منسية من المراجعين، وربما لا يعرف بوجودها الكثيرون من سكان المنطقة، وذلك يرجع إلى حداثة العهد، أو لأن العيادة على حافة العمران غرب خان يونس، مقابل موقع القادسية، على الشارع الترابي الذي لا يشهد حركة كثيرة، وهذا يستحث القائمين على العيادة لتنويع الخدمة، فإذا كان المواطن بحاجة إلى قسم الأسنان وقسم العيون، فالمنطقة كلها بحاجة إلى بقية الأقسام التخصصية التي ستخفف الضغط عن مجمع ناصر الطبي من ناحية، وستوفر للمواطن خدمة العلاج المجاني، وفي المكان الأقرب إلى مكان سكنَّاه.