تواجه حكومة الاحتلال معركة انتخابية جديدة في اقل من عامين مع تفشي وباء كوفيد-19 وفي الوقت الذي تولى الرئيس الأميركي جو بايدن مهام الادارة الاميركية، وسيخضع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لمحاكمة بتهمة الفساد ومن المقرر اجراء الانتخابات الجديدة بتاريخ انتخابات في 23 مارس 2021.
في الربيع الماضي بعد ثلاثة انتخابات لم يتمكن احد من المنافسين سواء نتانياهو ومنافسه بيني غانتس قائد جيش الاحتلال السابق حديث العهد بالسياسة، وعلى هذا الاساس تم الاتفاق بين المنافسين على تقاسم الحكم بالتتالي بينمهما وفي هذا الوقت برر غانتس قراره الذي اتخذه وسبب صدمة قائلاً إنه فعل ذلك لإنهاء أكثر من 18 شهرًا من عدم الاستقرار السياسي لدى حكومة الاحتلال ومنح البلاد حكومة قابلة للحياة لمواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد على حد تعبيره.
ولكن لم يستمر هذا الاتفاق حول تشكيل الائتلاف الحكومي الجديد عمرًا مدته ثلاث سنوات مع بقاء نتانياهو كرئيس للوزراء لمدة 18 شهرًا، على أن يتولى الحكم بعده غانتس لفترة مماثلة اعتبارًا من تشرين الثاني/نوفمبر2021 وتواصلت المشاحنات بين الاطراف المتصارعة لتنهار الحكومة ولم تصمد امام سلسلة من التوترات بين الرجلين وتصاعدت الخلافات بينهم، إذ انتقد غانتس نتانياهو لتأجيله اعتماد ميزانية وطنية مشتركة لعامي 2020 و2021 ، واتهم نتانياهو بدوره غانتس بالرغبة في السيطرة على التعيينات القضائية من خلال وزير العدل الذي هو عضو في حزب غانتس أزرق أبيض.
ومع تصاعد المظاهرات ضد نتينياهو ومطالبته بالرحيل سيواجه امكانية فشله في الوصول الي الكنيست في حال اجراء الانتخابات الجديدة وبالتالي انهيار مرحلته التي استمرت اكثر من عشرين عاما واصل خلالها اعمال القمع بحق الشعب الفلسطيني وشهدت عملية السلام الانهيار التام ولم يتم تحقيق اي تقدم يذكر على صعيد العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية بل ما شهدته كان العدوان والاستيطان والحروب والتهديدات للشعب الفلسطيني المستمرة واستمرار سرقة الاراضي الفلسطينية لصالح مشاريع الاستيطان والعربدة والاحتلال العنصري .
منذ بداية الاتفاق على تشكيل الائتلاف شكك بعض المعلقين السياسيين والإعلاميين في استعداد نتانياهو للتنازل عن السلطة لغانتس وهذا ما حصل لاحقا، ومن المقرر أن يمثل نتانياهو أمام المحكمة مطلع العام المقبل بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الأمانة وسيتزامن ذلك مع الحملة الانتخابية الجديدة والتي يحاول استغلالها لصالحه بتقديم نفسه على أنه ضحية «انقلاب قضائي» خلال جلسات المحتكمة وإذا ما فاز بالانتخابات سوف يتمكن من السعي للحصول على تشريع لمنحه حصانة من الملاحقة القضائية طالما بقي رئيسًا للوزراء وهي مناورة يعارضها غانتس بشدة .
ولم تسعف نتنياهو ما يسميه انجازاته السياسية والتي تلقاها من دعم لا محدود من قبل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الحليف الوطيد لنتانياهو حيث تتصاعد المطالبة برحيله في حركة شعبية منظمة بدأت منذ منتصف العام الماضي ويحتشد آلاف الإسرائيليين كل أسبوع للاحتجاج على رئيس الوزراء وإدارته لأزمة كوفيد-19 وتداعياته الاقتصادية، ومع ذلك فإن الليكود يعاني من الضعف وقد انشق عنه مؤخرا جدعون ساعر ليشكل حزب تيكفا حداشاه (أمل جديد) وللمرة الأولى، يواجه نتانياهو الآن عدة خصوم بدلاً من منافس واحد وبالتالي، فإن التحدي الذي يواجهه في النظام النسبي هو أن يحاول منع كل واحد منهم من الفوز بمقاعد تكفي لكي يتحدوا معًا ويعقدوا تشكيل الحكومة أو يشكلوا أغلبية معطلة في البرلمان .