لا تُفرِّق الجرافات العسكرية الإسرائيلية بين المنازل السكنية ودور العبادة، بل تعد كل ما هو فلسطيني هدفًا لها؛ لتحقيق المخططات الإسرائيلية والأطماع الإسرائيلية.
وتشمل عمليات الهدم الإسرائيلية المنشآت الفلسطينية السكنية والتجارية حتى طالت دور العبادة.
وأقدمت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، على هدم مسجد "أم قصة" في تجمع بدوي بمسافر يطا جنوب الخليل.
وقال المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان يونس عرار: إن قوات الاحتلال اقتحمت خربة "أم قصة" برفقة آليات الهدم، وهدمت المسجد وحوَّلته إلى ركام.
وأضاف عرار لصحيفة "فلسطين" أن عمليات الهدم تنسجم مع دعوة حكومة الاحتلال إلى إقامة "دولة يهودية"، وتوفر هذه الحكومة الغطاء الكامل لعمليات الهدم التي تنفذها بين الفينة والأخرى في الأراضي المحتلة.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يعد أي بناء يقام في الأراضي المحتلة محاولة لتثبيت الوجود الفلسطيني على الأرض ويهدد المشروع الاستيطاني، مضيفًا أن جيش الاحتلال ومؤسسة "ريغافيم" الاستيطاني يراقبان عمليات البناء الفلسطيني في الأراضي المصنفة "ج".
وأكد أن سلطات الاحتلال تمارس مختلف الأساليب القمعية والوحشية من أجل تهجير الفلسطينيين المقيمين في القرى البدوية، كهدم منازلهم ومساجدهم ومدارسهم، ومنع وصول المياه والكهرباء لهم، في محاولة إسرائيلية لتهجيرهم من أجل إفساح المجال لتوسيع البناء الاستعماري غير القانوني فيها.
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في رام الله، حسام أبو الرب، إن هدم المساجد يدل بوضوح على الهمجية الإسرائيلية العنصرية تجاه المقدسات الإسلامية والمسيحية ودور العبادة في فلسطين.
وأضاف أبو الرب: لا يوجد أي مبرر أو سبب لهدم مسجد "أم قصة"، معتبرًا ذلك جريمة واعتداء صارخين على المسلمين ومشاعرهم وحرية العبادة.
وذكر أن هدم جيش الاحتلال المسجدَ يؤكد الجرائم الإسرائيلية التي ترتكب بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وهي تدخل سافر في عمل وزارة الأوقاف وشؤونها، واستمرار لمسلسل الاعتداءات على دور العبادة.
وتابع: عندما قررنا بناء مسجد "أم قصة" كان بهدف خدمة المواطنين في تلك المنطقة، ولعدم وجود مسجد فيها.
وذكر أبو الرب أن وزارته بالتعاون مع الأهالي وسكان المنطقة سيعيدون بناء المسجد، داعيًا العالم العربي والإسلامي، ومنظمة التعاون الإسلامي للتدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لوقف جرائمها وتغولها على دور العبادة.