فلسطين أون لاين

في إطار طمس الرموز التاريخية

تقرير مخطط إسرائيلي لتحويل قصر المفتي الحسيني إلى كنيس

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

بعد 47 عامًا على وفاة مفتي القدس السابق الحاج أمين الحسيني، تحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي معاقبته على عمله المقاوم ضد الاحتلال، بهدم بيته عام 2011، وصولًا إلى التخطيط لتحويل قصره في حي الشيخ جراح شرقي القدس المحتلة إلى كنيس يهودي، ومضاعفة عدد الوحدات الاستيطانية في محيطه من 28 إلى 56 وحدة استيطانية.

وقبل عشر سنوات هدمت الجمعية الاستيطانية فندق "شبرد" في باحة قصر المفتي، وأقامت منذ ذلك الحين 28 وحدة استيطانية على أنقاضه لم ينقل مستوطنون إليها حتى الآن.

وكان فندق شبرد مقرًا ومنزلًا لمفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذي توفي عام 1974، في لبنان حيث نفته سلطات الاحتلال البريطاني خارج فلسطين عام 1937.

وكان الحسيني، من أبرز وأعظم القيادات الفلسطينية في القدس, وقام ببناء بيت له في حي الشيخ جراح سنة 1930 لكنه لم يقُم به لأن الاحتلال البريطاني كان يلاحقه.

وبعد ثلاثين سنة اشترت شركة فلسطينية المنزل من عائلة الحسيني وأقامت إلى جانبه ما صار يعرف بـ"فندق شيبرد" وتمت مصادرته عام 1967 تحت قانون مصادرة أملاك الغائبين، ثم حولت الملكية إلى شركة إسرائيلية باعته لرجل الأعمال الأمريكي الصهيوني "إيرفين موسكوفيتش" عام 1985.

ونقلت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية عن دانيال لوريا، المتحدث باسم عطيرات كوهانيم، إن جمعية عطيرات كوهانيم الاستيطانية الإسرائيلية تنوي تحويل قصر المفتي الحسيني، البالغة مساحته 500 متر مربع، إلى كنيس يهودي.

صمت عربي

واعتبر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن أقدام الاحتلال على تحويل قصر الحسيني، إلى كنيس يهودي محاولة إسرائيلية لبسط سيطرتها ونفوذها على مدينة القدس من خلال ضرب الرموز الوطنية فيها.

وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين": إن هدم القصر الذي كان مقرًا لمفتي القدس قبل عام 1948 يمثل إزالة لقيمة رمزية وتاريخية في القدس، منتقدًا الدور السلبي لمنظمة "اليونسكو" في تجاهل الحفاظ على هذا المكان التاريخي.

وأشار إلى أن الاحتلال يصادر بيت الحسيني منذ نحو عشرة أعوام وأقدم خلال السنوات الماضية على هدم جزء كبير منه وبناء 28 وحدة على أنقاضه ولم يتم نقل المستوطنين ليسكنوها حتى الآن.

وأكد أن بيت المفتي يتعرض لتهديد إضافي يتمثل في تحويله إلى كنيس يهودي وبناء 56 وحدة استيطانية في الأرض المجاورة للمبنى المهدم والذي يمتد على مساحة خمسة دونمات تقريبًا.

ورأى أن تغول الجمعيات الاستيطانية على منازل الرموز المقدسية ناجم عن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلية ووصمت عربي وهرولة وإقامة الأنظمة العربية علاقات مع الدولة العبرية، وفي ظل تخاذل السلطة وعدم ممارسة دورها في حماية القدس والمقدسيين وصد الهجمات الاستيطانية التي يتعرضون لها.

حزام استيطاني

في حين أوضح المختص في شؤون القدس والأقصى رائد دعنا، أن الهدف المركزي من الاستيلاء على قصر المفتي وتحويلة إلى كنيس واقامة وحدات استيطانية على الأرض المجاورة له هو إقامة حزام استيطاني شمالي البلدة القديمة لعزل شمالي المدينة بالكامل عن بقية المناطق.

وقال دعنا لصحيفة "فلسطين" إن الإجراءات الإسرائيلية في القدس، وتحويل قصر المفتي إلى كنيس يهودي، مناقضة لاتفاقيات لاهاي وجنيف ولبنود القانون الدولي وخروجًا عن قرار منظمة "اليونسكو" التي أكدت رفضها لسيادة (إسرائيل) على القدس بوصفها مدينة فلسطينية محتلة.

وأوضح أن تحويل قصر المفتي إلى كنيس، هو بمنزلة محاولة إسرائيلية لمعاقبة الرموز الوطنية التاريخية لدورهم في التصدي للاحتلال والدفاع عن الأرضي الفلسطينية المحتلة، ولاستمرار عزل القدس وتغيير معالها وتنفيذ مخططاتها العنصرية بهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.

وأضاف: إن سلطات الاحتلال ومن خلفها الجمعيات الاستيطانية تحاول جاهدة معاقبة الرموز الوطنية بعد وفاتهم، كسلب منازلهم أو هدمها واحلال محلها وحدات استيطانية.

وأكمل: "إن تجرأ الاحتلال مواصلة جرائمه والاستيلاء على منازل وأراضي الرموز الدينية ناجم عن التطبيع العربي مع كيان الاحتلال والاعتراف الأمريكي بسيادة (إسرائيل) على القدس.

وشدد أن أهالي القدس يرفضون الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية الظالمة بحق منازل الرموز التاريخية، مؤكدًا أن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستغلون جائحة كورونا، والأوضاع التي تمر بها البلدان العربية خدمة لأطماعها في المنطقة.