تواجه الوحدات التكنولوجية الأمنية الإسرائيلية هجمات مجهولة المصدر، وفي الوقت ذاته مدمِّرة، في حين هي تشن حرب ظلال سرية خلف لوحة المفاتيح، من أجل أن تصد الهجمات الإلكترونية ضد أكثر أسلحة الجيش الإسرائيلي حساسية، ما يزيد من عمل وجهد وحدات الإنترنت في نطاق محاولات الهجوم، ورصد المحاولات المعادية المستعدة للمعركة القادمة.
شهد إبريل الماضي آخر أوجه الهجمات التقنية الإلكترونية على "إسرائيل"، استهدف شركات المياه والصرف الصحي، ومع فشل الهجوم بإلحاق أضرار فعلية، لكنه عبر حدودًا خطرة عندما ضرب بنيتها التحتية المدنية الحيوية.
صحيح أن الرد الإسرائيلي لم يكن بعيدًا عن الهجوم الإيراني، فقد أدى هجوم إلكتروني على أحد الموانئ لتعطيل إحدى بوابات الدخول والخروج المهمة لإيران، فانهارت أجهزته الحاسوبية، وتعطلت حركة السفن لأيام طويلة، وتم تسجيل أميال من الاختناقات المرورية على الطرق المؤدية لمضيق هرمز، وهكذا ظهرت الحرب الإلكترونية بينهما إلى النور، بعد أن كانت عادة في الظلام.
أجهزة الدفاع السيبرانية الإسرائيلية تعتقد أن جيش الاحتلال هدف جذاب للغاية للهجمات المعادية، ولا يمكنها تحمل الخسارة، ليس لديها شهادة تأمين، وكجزء من الخطة متعددة السنوات "غدعون" قرر الجيش إنشاء نظام سيبراني، لتشغيل وحدة إلكترونية لحماية البنية التحتية المدنية والعسكرية من الهجمات الخارجية.
على الرغم مما تم تقديمه من امتيازات ومنح لهذه الوحدة، لا يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن يعيش على هذا النحو، لأن محاولاته السابقة لصد هذه الهجمات فشلت فشلاً ذريعاً، بالتزامن مع ما يشهده من زيادة مطردة في الهجمات الإلكترونية المعادية على أهداف إسرائيلية، سواء كان القراصنة المنفردين أو القوى العظمى، وبات كل شخص بإمكانه أن يكون لاعبًا في النظام السيبراني، وهي محاولات يومية لهدم الجدران الدفاعية والتسلل لأنظمة الجيش، ولذلك بات يواجه العشرات والمئات من محاولات الهجمات كل عام، لأن كل ما يحتاجون إليه فقط جهاز كمبيوتر واتصال بالإنترنت.
في ساحة المعركة الإلكترونية لا توجد حدود محددة، والسلاح الرئيس هو الذكاء البشري، على الرغم من أن خسائر الهجوم الإلكتروني لا نهاية لها. صحيح أن جيش الاحتلال مطالب بالاستعداد للتهديدات القادمة من الأخبار، ولكن أيضًا للتهديدات المتوقعة في 2025، وهذا هو التحدي الرئيس، لأن هذه الحرب تعني معركة عقول استخبارية عنيدة، ولذلك يجمع الجيش والأمن معلومات عن المهاجمين المحتملين الذين يخططون لاقتحام شبكات عملياتية.
(إسرائيل) لا تستطيع تحمل المزيد من الهجمات الإلكترونية المتكررة، ولذلك تدافع عن نفسها ضد هجمات مستمرة منذ سنوات، بالدوريات والكاميرات والمقاتلين في الميدان التقني، وإن لم تتوافر لديها معلومات استخباراتية، فإن الأمر يكون بسبب أن الشبكة العنكبوتية صاخبة، ويصعب الحد من تحرك "العدو" فيها، وتتمثل مهمة نظام الدفاع الإلكتروني بإنشاء بيئة يسهل تحديد موقع نقاط التحكم والتحقق من صحتها، وإزالة التهديد.