فلسطين أون لاين

ولن تخرج عن نظيراتها السابقة

​محللان: إدارة "ترامب" لن تقدم جديدًا

...
دونالد ترامب (أ ف ب)
رام الله / غزة - رنا الشرافي

أكد محللان فلسطينيان، أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي وصل وفد منها، الجمعة الماضية، (إسرائيل) تمهيدا للزيارة المتوقعة خلال الأسبوع القادم، لن تقدم جديدا للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، ولن تخرج عن نظيراتها السابقة.

وقلل المحللان في حديثيهما لصحيفة "فلسطين"، من الرهان على دعم "ترامب" حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، معتبرين ذلك "مناورة جوفاء لا تحمل أية معنى".

وأوردت صحيفة "القدس" المحلية، في عددها الصادر، أمس، أنباء حول نية ترامب دعم الحقوق الفلسطينية في زيارتهم المرتقبة.

رهانه سراب

ووصف الكاتب والمحلل السياسي، عمر عساف، أن الرهان على إدارة ترامب، كرهان على سراب، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لا يرحب بزيارة الرئيس الأمريكي وإدارته المنحازة للاحتلال دوما.

وقال عساف لصحيفة "فلسطين": "إن الإدارات الأمريكية على اختلافها لطالما دعمت الاستيطان الإسرائيلي في الضفة والقدس، ومارست الضغوط السياسية والاقتصادية على الفلسطينيين لتقديم مزيد من التنازلات لصالح الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع: "لا أظن أن الإدارات الأمريكية على اختلافها، سواء السابقة أو الحالية ولا أبالغ إن قلت اللاحقة أيضا، جميعها، لا تتعامل مع القضية الفلسطينية بموضوعية"، مؤكدا أن رئيس السلطة محمود عباس وفريق المفاوضات يضيعون وقتهم في المراهنة على إدارة ترامب.

وشدد المحلل السياسي على ضرورة عدم المراهنة على المفاوضات، وأنه يتوجب على رئيس السلطة الاستناد إلى قوة الشارع الفلسطيني في مواجهة الضغوط الخارجية، مستدركا: "استعادة الوحدة الوطنية أجدى وأولى من الركض خلف إدارة ترامب التي لطالما أعلنت دعمها المطلق لإدارة نتنياهو".

وفي معرض رده على سؤال "فلسطين"، أن التوقعات التي أوردتها صحيفة "القدس" المحلية تتناقض مع خطة السلام الاقتصادي التي طرحها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فهل يغرد ترامب خارج السرب؟ أجاب":" لا أعتقد أن أيا من الحكومة الإسرائيلية أو الأمريكية يريدون حلاً للقضية الفلسطينية لأن موازين القوى لا تعطيهم أي حل".

واعتبر عساف أن الحديث عن دولة واحدة هو ترضية للإسرائيليين، والحديث عن دولتين يرضي الفلسطينيين، والواقع على الأرض لا يسمح بقيام أي منهما، مشدداً على أن السياسة الأمريكية المعادية للشعب الفلسطيني لن تتغير.

واستبعد الكاتب والمحلل أن يفرض ترامب حلاً على السلطة والاحتلال، وعزا توقعه إلى حاجة ترامب "للوبي الصهيوني" في الولايات المتحدة، وأن الطرف الفلسطيني يفتقد إلى القوة الداخلية والإقليمية وهو المرشح الأقوى للتعرض للضغوط الأمريكية، رغم ما يتم الحديث عنه من تحالف أمريكي إسرائيلي خليجي لحرف البوصلة عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

أقل تطرفاً

كما رأى الكاتب والمحلل السياسي راسم عبيدات، أن الرئيس السابق للولايات المتحدة باراك أوباما، والذي أعلن من جامعة القاهرة، أنه سيدعم قيام دولة فلسطينية، وتفاءل به الساسة والمثقفون واعتبره بداية عهد جديد في السياسات الأمريكية، لم يقدم للفلسطينيين شيئا.

وقال عبيدات لصحيفة "فلسطين": "أوباما لم يخرج عن التطورات والرؤى الإسرائيلية وكذلك سيفعل ترامب، وكل ما سيفعله هو إدارة الصراع وليس حله، بينما تستمر إدارته في دعم الاستيطان والتهويد".

واعتبر أن ما يقوم به "ترامب" بيع أوهام للسلطة الفلسطينية، من أجل تشكيل حلف الناتو العربي الذي يتضمن تشجيع العلاقات والتطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي على اعتبار أن ما يهدد الأمن القومي العربي هو نفسه يهدد الأمن القومي الإسرائيلي؟.

واستطرد: "هذا المشروع من شأنه أن يشجع على التطبيع مع الاحتلال ويرفع مستوى العلاقات العربية معه"، مؤكداً أن ترامب غير جاد في حل القضية الفلسطينية، وأنه سيعمد إلى إدارة الصراع وليس لإنهائه.

وأشار إلى أنه في لقاء نتنياهو وترامب في منتصف شباط/ فبراير الماضي، اتفق بشكل تام على عدم اعتبار القضية الفلسطينية أساساً للصراع العربي - الإسرائيلي، وأن نتنياهو أكد لترامب أنه "لا تراجع حتى حدود الرابع من حزيران، كما أنه يرفض فكرة إقامة الدولة الفلسطينية ".

وأشار عبيدات إلى المقترحات العديدة التي طرحتها الأطراف الدولية ومنها الإسرائيلية لتسكين القضية الفلسطينية، عبر إقامة فدرالية أو كونفدرالية بين الأردن وما بقي من الضفة، أو تأجير أراضٍ من سيناء وضمها إلى قطاع غزة، أو إقامة جزيرة اصطناعية قبالة سواحل غزة، كأول حل اقتصادي يدعمه بقوة بنيامين نتنياهو.