في مثل هذه الأيام قبل عامين، تولى أفيف كوخافي قيادة جيش الاحتلال، وقد شكل دخول عامه الثالث مناسبة لاستعراض أبرز الصعوبات التي تواجه جيش الاحتلال بقيادته، لأنه قاد مرحلة مضطربة، تراجعت فيها حافزية الخدمة العسكرية، ومع تبقي عامين على انتهاء ولايته، فإنه يحاول تحقيق مخططاته التي جلبها للجيش.
شهد العامان الأخيران تكثيفًا من كوخافي لاستراتيجية "المعركة بين الحروب"، التي تخوضها "إسرائيل" ضد الدول والمنظمات المعادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، مع أن هذه الحملة لا تحدث في سوريا فقط، بل تُنفَّذ كل ليلة في العراق ولبنان وسيناء، كما أن ساحة الإنترنت باتت جزءًا من المعركة عبر حروب السايبر.
رغم ذلك، فعندما سُئل كوخافي عن أكثر الساحات تفجيرًا، أجاب بأنها غزة، مع أنه منذ عامين فقط كان الإرباك الليلي يزعج مستوطني الغلاف، وأدت ثلاث حروب عسكرية، والعودة للاغتيالات، مع سياسة "الجزرة" المتمثلة بمفاوضات التهدئة، وتصدير المنتجات الزراعية من غزة، وإدخال الأموال القطرية، إلى تحقيق هدوء نسبي، وفرصة لهدوء طويل الأجل، لكن المشكلة أن كل شيء في غزة قد يتغير في لحظة واحدة.
واصل كوخافي تنفيذ عمليات الجيش في الجبهتين الجنوبية والشمالية، وتم تحديث خطط الحرب وممارستها، وأمر بزيادة كبيرة في بنك الأهداف على جميع الجبهات، وأسس وحدة عسكرية تسمح لهجوم سريع واسع النطاق.
واجه كوخافي في أول عامين من ولايته، وما تبقى منها في العامين المقبلين، تحديًا من نوع جديد لعله أحد أكبر التحديات وتتمثل في انخفاض الدافع للخدمة القتالية في أوساط الإسرائيليين، وبات من الصعب الحصول على مجندين فوريين، بسبب الانخفاض الحاصل بنسبة 10 بالمئة في الدافع للخدمة العسكرية تجاه الوحدات الميدانية.. قد يكون منحدرًا معتدلًا، لكنه مثير للقلق.
يبحث المجندون الإسرائيليون الشباب اليوم عن مهنة أقل قتالية، وهذا جزء من التغيير في المجتمع الإسرائيلي، مع أن انخراط الشبان في الجيش الإسرائيلي ليس مشكلة تخص كوخافي فقط، بل أزمة تتعلق بالمجتمع الإسرائيلي أجمع، وترتبط بمن يتخذ القرارات، ويقود التحركات العسكرية.
كما يواجه كوخافي أزمة جديدة تتمثل بازدياد مستوى انخفاض من تراجع ثقة الجمهور في الجيش من 90 بالمئة إلى 81 بالمئة، وهذه ليست نسبة جيدة، ويفسرها الجيش الإسرائيلي بأنها إشارة لتفكك التضامن الاجتماعي، مع أن أحد أسباب تراجع الثقة بالجيش تعود إلى مظاهر نزع الشرعية عنه التي يقوم بها السياسيون والمنظمات المختلفة.
لعل آخر التحديات التي يواجهها كوخافي تتمثل بعلاقته المتوترة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، رغم أنهما يريان التحديات العسكرية لعام 2021 وجهًا لوجه، ولذل قد لا يكون مستبعدًا عن إضافات الميزانية لخطط كوخافي لتخفيف هذا التوتر مع رئيسه المباشر.