فلسطين أون لاين

خاص النويعمة.. قرية فلسطينية تعيش معركة الصمود أمام الآلة الإسرائيلية

...

طريق ملتوية يطلق عليها "طريق المعرجات"، تؤدي إلى الأغوار الفلسطينية، لكنها بالكاد تجد فيها سكانًا فلسطينيين، سوى بعض رعاة المواشي هنا وهناك، إلى أن يصل بك الركب إلى قرية صغيرة.

قليل من الأكواخ والنخيل وأشجار الموز، هي معالم قرية النويعمة في الأغوار المحتلة، ورغم البساطة والفقر فإن جيش الاحتلال والمستوطنين لا يتركون الأهالي بحالهم سالمين.

وقال أحد رعاة الأغنام "أحمد رشايدة": إنه كان يرعى قطيعًا طويلًا من الأغنام، غير أنه تقلص بفعل ملاحقات الاحتلال وإطلاق النار في أثناء التدريبات العسكرية وغيرها.

وأشار رشايدة إلى أن جيش الاحتلال يصادر الماشية تحت ذرائع "اختراق القانون"، أو الرعي في مناطق يزعمون أنها عسكرية مغلقة أو إسرائيلية.

وذكر أن أهالي القرية يَعدّون جميع المساحات الواسعة هي أراضيهم، متابعًا: "لا نعرف لها حدودًا حتى نتجنب مصادرة مواشينا".

وأوضح أن الهدف الإسرائيلي من وراء ملاحقة أهالي القرية هو تهجير سكانها الأصليين، تحت ذرائع واهية ومختلفة.

وتشير الإحصائيات وسلطة البيئة الفلسطينية، إلى أن عدد المحميات الطبيعية في فلسطين 51، منها 50 داخل الضفة الغربية، وتشكل ما نسبته 9% من أراضيها. ويبلغ عدد المحميات التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال 36 محمية قابلة للزيادة بحسب قرارات الاحتلال.

وليس فقط خطر المحميات الطبيعية هو وحده ما يلاحق المزارعين أو رعاة الماشية، بل أيضًا كثرة الإخطارات العسكرية بحق الرعاة أو المزارعين، إضافة إلى حملات الهدم الإسرائيلية أكواخهم أو منازلهم ذات الصفيح.

وقال المزارع خليل رشايدة: إن هاجس هدم جرافات الاحتلال مسكن العائلة، يلاحقه في كل وقت، ولا يعرف متى يُهدَم من جديد؛ تحت ذريعة البناء دون ترخيص.

وأضاف رشايدة: حتى الخيمة تريد سلطات الاحتلال منا أن نرخصها، لافتًا إلى إجراءات الاحتلال المعقدة والتكاليف المالية المرتفعة لأجل ترخيص البناء.

وذكر أن قوات الاحتلال تتابع القرية أولًا بأول عبر الطائرات المسيرة والكاميرات والدوريات العسكرية؛ منعًا للبناء أو التطوير.

وأشار رشايدة إلى معضلات أخرى تواجه أهالي القرية، مثل: صعوبة التعليم، الأمر الذي يدفع التلاميذ إلى السير لمسافات طويلة للوصول لأقرب مدرسة؛ ما يضطر أكثرهم لتركها للرعي أو العمل.

المصدر / فلسطين أون لاين