حبيب: رسالة "هنية" تُجسد حرص حماس على إتمام المصالحة
الحاج: الانتخابات التشريعية ليست كافية لاستعادة الوحدة
خلف: الانتخابات يجب أن تؤسس لبرنامج وطني مشترك
أكدت فصائل فلسطينية أهمية رسالة حركة حماس حول تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام التي أرسلها رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وقبولها من رئيس السلطة محمود عباس، داعية إلى تنفيذها فعليًّا وفق مخرجات اجتماع الأمناء العامين ولقاءات إسطنبول الأخيرة.
وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أول من أمس، تسلم عباس رسالة خطية من هنية يعلن فيها الأخير موافقة حماس، ولتحقيق الوحدة الوطنية، على انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتتالي والترابط.
وفور تلقي عباس رسالة هنية، دعا الأول رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، إلى الاجتماع به لبحث الإجراءات الواجبة الاتباع، لإصدار المراسيم الخاصة بالانتخابات وفق القانون.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب، قال: إن رسالة هنية تُجسد حرص حماس على ضرورة إتمام المصالحة التي تُشكِّل هدفًا وطنيًّا يشترك به الجميع.
وبيَّن حبيب في حديث لـ"فلسطين" أن الانقسام أضرَّ بجميع مكونات الشعب الفلسطيني وأعطى العدو فرصة لفرض ما يشاء، مضيفًا: "نريد مصالحة تحافظ على حقوق شعبنا وتعطي الجميع حق المشاركة بعيدًا عن التهميش والظلم الذي يُمارس على الساحة الفلسطينية من جهات متنفذة".
وشدد على ضرورة إجراء الانتخابات وفق رؤية وطنية واضحة، لأنها ليست وصفة حل لوحدها مع أهمية التزام النتائج، خشية العودة للمربع الأول، "فالأساس هو اجتماع الأمناء العامين ومخرجاته لرسم خارطة طريق إعادة الوحدة وإنهاء الانقسام".
ورأى حبيب أن الانتخابات يجب أن تستبق بحوار وطني للتوافق على رؤية وطنية وخطة طريق واضحة، ولاحقًا إصدار مراسيم إجراء الانتخابات، "وحينها تكون عامل حل وليس تفجير جديد".
وجدد التأكيد لضرورة وجود رؤية وطنية يشارك في صياغتها ويصطف معها الجميع، ثم السير في طريق واضح خشية حدوث أي انتكاسات مرة أخرى.
وأعرب عن أمله، بأن تسير الأمور وفق ما يصبو إليه الشعب الفلسطيني ويحقق مصالح القضية التي تتعرض لأكبر مؤامرات في الوقت الحالي.
خطوات على طريق الانتخابات
بدوره عدَّ القيادي في الجبهة الشعبية أسامة الحاج رسالة هنية "خطوة في الاتجاه الصحيح"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن "إجراء الانتخابات التشريعية ليس كافيًا ولا ضامنًا لاستعادة الوحدة الحقيقية".
وقال الحاج لـ"فلسطين": "نحن بحاجة إلى وحدة وطنية حقيقية على أساس الشراكة لذلك مطلوب رزمة خطوات مع الانتخابات، أولها الاتفاق على برنامج وطني مشترك يضمن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني".
وأكد ضرورة الاتفاق على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية ومجلس وطني بالتزامن، مع أهمية تفعيل منظمة التحرير بصفتها ممثلة لكل الفلسطينيين في الداخل والخارج، واتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
كما ركَّز على أهمية الخروج بقيادة وطنية جماعية تُعبر عن جميع مكونات الشعب الفلسطيني وأهدافه وليس التفرد بالقرار من أي جهة، مع ضرورة استناد التحركات إلى قرارات مخرجات اجتماع الأمناء العامين واتفاقية 2005 ولقاءات إسطنبول الأخيرة.
ودعا الحاج، إلى ضرورة عقد حوار وطني كامل ومُعمق ينتج عنه قرارات وطنية ناتجة عن إجماع فلسطيني، من أجل ضمان تنفيذها وعدم حدوث انتكاسة جديدة.
استحقاق متأخر
من جانبه، وصف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية محمود خلف، تبادل الرسائل بين هنية وعباس "خطوة متقدمة وأساسية"، وتشكل بارقة أمل بطي صفحة الانقسام والذهاب نحو تحقيق المصالحة.
وعدَّ خلف في حديث لـ"فلسطين"، إجراء الانتخابات مسألة في غاية الأهمية وقد تأخرت استحقاقاتها كثيرًا، "ويُمكن أن تشكل مدخلًا أساسيًّا لإنهاء الانقسام على أساس التمثيل النسبي الكامل والمشاركة الجماعية بتوافق فصائلي".
وأوضح أن ما جاء في رسالة "هنية" يأتي تأكيدًا لما اتُّفق عليه في لقاءات إسطنبول والقاهرة، وحظي بالتوافق بين الفصائل على أن تُجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني بشكل متوالي بسقف زمني 6 شهور.
وقال: "هذه الرسالة تُعطي بارقة أمل لشعبنا وقواه أن نطوي صفحة الانقسام وننتقل للوحدة ثم إجراء الانتخابات وهي مرحلة مفصلية في تاريخ شعبنا لمجابهة التحديات القائمة".
ورجّح أن يكون الحديث عن المصالحة وإجراء الانتخابات هذه المرة "جديّ" أكثر من المرات السابقة، "فنحن ننظر بإيجابية لما جرى في الرسائل المتبادلة".
وجدد تأكيد ضرورة إجراء الانتخابات على أساس التمثيل النسبي الكامل، لتشكل مرحلة انتقالية نحو برنامج سياسي مشترك، ومؤسسة فلسطينية واحدة لغزة والضفة.