فلسطين أون لاين

التهديد بنقل السفارة الأمريكية وسيلة للابتزاز

منذ قرار الكونغرس الأمريكي في عام 1995 نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، دأب الرؤساء الأمريكيون على توقيع قرارات بتأجيل نقل السفارة لمدة 6 أشهر وكذلك فعل الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ولكنه اختلف عن سابقيه بأنه قرر ان يجعل من ذلك القرار اداة لابتزاز اطراف عربية الى جانب السلطة الفلسطينية حيث اعلن قبل انتخابه أنه عازم على نقل السفارة بمجرد تسلمه للسلطة، ولكنه لم يفعل ذلك رغم استمراره في التهديد، ولكنه بالأمس قرر تأجيل نقل السفارة الى القدس وفقا للسياسة الامريكية المتبعة ازاء هذا الملف.


الرؤساء السابقون لم يمارسوا سياسة الابتزاز في هذا الملف كما يفعل الان دونالد ترامب، وأعتقد انه حتى هذه اللحظة حصل على تنازلات عربية وفلسطينية وجنى بعض ثمار سياسته الدنيئة، وقد يجني المزيد كل ستة أشهر وهذا يعجب اليهود وان ادعوا أنهم منزعجون من عملية التأجيل، حيث ان واقع الامر يشير الى ان اسرائيل ذاتها تخشى من الاقدام على مثل تلك الخطوة الخطيرة والتي من شأنها احراج الانظمة العربية المهرولة تجاه اسرائيل أمام الشعوب العربية التي ما زالت على موقفها من معاداة العدو الاسرائيلي وترفض التطبيع معه بكل اشكاله ولنا في دولة مصر الشقيقة خير مثال حيث يكره المواطنون المصريون دولة الاحتلال كراهيتهم للطاعون.


وكذلك فإن (إسرائيل) تخشى من نقل السفارة الامريكية لتأثير ذلك على الاوضاع داخل فلسطين المحتلة من نهرها الى بحرها وخاصة انها ما زالت تحت صدمة انتفاضة القدس التي تضرب المحتل بين الفينة والاخرى دون توقف، وهذا امر اعترفت بها اطراف اسرائيلية ولذلك على الاطراف العربية والفلسطينية الكف عن تقديم تنازلات في هذا الشأن والاكتفاء باتخاذ اجراءات اذا ما تم ونفذ ترامب جريمته، ولكنه لن ينفذ واذا قرر هو عدم التأجيل فإن العدو هو الذي سيضطر الى التأجيل خشية من تبعات جريمته، فالعدو الاسرائيلي الان يحسب حساب كل خطوة يتخذها ضد الفلسطينيين وبالأمس فقط عبرت جهات اسرائيلية عن مخاوفها لرد فعل حركة حماس ضد بناء جدار حول غزة لمنع الانفاق. (إسرائيل) اليوم ليست كما بالأمس وهذا يشير الى ان المقاومة الفلسطينية استطاعت ان تخلق توزانا حقيقيا للردع ويجب الاستفادة منه حتى من بعض الاطراف العربية التي لا تروق لها المقاومة.