فلسطين أون لاين

تقرير مقام النبي موسى.. صلاة جمعة حاشدة تؤكد قدسية المكان

...
مقام النبي موسى (وكالات)
قلقيلية/ مصطفى صبري:

في أول جمعة تقام في مسجد ومقام النبي موسى على الحدود الشرقية لفلسطين، بين أريحا والقدس المحتلة، حاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي منع إقامة الصلاة عبر إغلاق الطريق المؤدية إلى المقام، إلا أن الحشود الهائلة أجبرت القوات على فتح الطريق أمامهم.

مصلون جاؤوا من كل أنحاء فلسطين المحتلة إلى المسجد والمقام وكأنه بعث من جديد، مؤكدين قدسية المكان وعدم اتساعه لغير القيم والأخلاق الإسلامية التي جبل عليها الفلسطينيون.

الفنان عبد السلام عواد من بلدة عورتا جنوب نابلس، الذي كان صاحب الدور الرئيس في فيلم "غزال" عن الأسرى، حضر في المكان، وقال: "جئنا للتأكيد أن الفن دوره تجسيد القيم والأخلاق، وعدم العبث بقدسية الأماكن الدينية، فما حدث ليس له علاقة بالفن من الفرق التي كانت تؤدي دورًا عابثًا بقدسية المكان وبكل معاني الإنسانية".

وأضاف عواد في حديث لصحيفة "فلسطين": "في كل العالم تكون الأماكن المقدسة لها خصوصيتها، فالاحتلال فقط هو الذي يعبث بهذه القدسية كما يفعل بالمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي، وأهان بعد النكبة المساجد والمقابر والكنائس في الداخل الفلسطيني وحولها إلى حظائر ومطاعم وخمارات وبارات".

وتابع: "نحن هنا مع هذه الجموع نؤكد أن المكان وإن كان بعيدًا عن التجمعات السكانية، فهو مكان له رمزيته الدينية لكونه يحمل اسم نبي من الله"، مشددًا على أن الجهات المسؤولة عن المقام يجب عليها أخذ العبر مما جرى، والعمل على ألا يتكرر.

واعتبر أن الاحتلال إذا شاهد المساجد والمقامات تهان من أصحابها سيزيد من تغوله، ففلسطين فيها مقامات في كل الأماكن ويحاول الاحتلال السيطرة عليها كمقام النبي يوسف في نابلس ومقامات كفل حارس في سلفيت.

وعقب انتهاء صلاة الجمعة في مسجد ومقام النبي موسى جابت مسيرات داخلية أروقته وعلت صيحات التكبير.

المواطن الشاب عزام جعبة من الخليل، قال: "بدأنا نشعر بمشاعر العزة والأنفة والقوة في هذا المشهد داخل المقام، بعدما كانت هناك انتكاسة شعورية ونفسية مما جرى من إهانة وتدنيس للمكان".

أما الشاب عيسى خليف من شمال الضفة الغربية، قال: "عندما شاهدت قوات الاحتلال تغلق الطريق نحو المقام، وتمنع المواطنين من التوجه إليه، تأكدت أن المقام كانت تخطط له مؤامرة كبيرة، وبعد نجاحنا في الوصول إليه كانت أعداد كبيرة من القوات تراقب من كثب وتصور الجموع، فالاحتلال لا يريد لهذا المشهد أن يكون في هذا المكان البعيد عن الأنظار".

الصحفي أمير أبو عرام الذي وصل من رام الله إلى مقام النبي موسى من خلال رحلة بالدراجة الهوائية مع مجموعة من الشبان، قال: "مقام النبي موسى شهد مشهد زحف عظيم تقشعر له الأبدان، آلاف السيارات والأشخاص في الشوارع المحيطة به".

وقال الشاب عماد عواد: "شاهدنا مشهدًا عظيمًا لمواطن مقدسي أم المكان للصلاة فيه، وهو يحمل أسطوانة أكسجين كي يتنفس من خلالها، ما يؤكد إصرار الفلسطينيين على قدسية المكان، وأن لا عذر لأي أحد من الفلسطينيين الغيورين لأن يقف متفرجًا دون أن يكون له بصمة، وأقلّها الحضور للمكان والرباط فيه".

وكان مقام النبي موسى قد شهد الأحد الماضي حفلًا صاخبًا وماجنًا مختلطًا، بعد حصول القائمين عليه على أذونات رسمية من وزارات حكومة اشتية في رام الله، إلا أن الجهات أنكرت ذلك، ما دفع الحكومة لفتح تحقيق في الحادثة، ما زال المواطنون ينتظرون نتائجه.