فلسطين أون لاين

عام إسرائيلي مزدحم بالأزمات والتحديات

مع نهاية العام الجاري يستعرض الإسرائيليون، كما جرت العادة، أهم التحديات والتهديدات التي رافقتهم، داخليًّا وخارجيًّا، في محاولة منهم لتلافيها في العام القادم، واستخلاص الدروس والعبر منها، ويمكن تركيز النقاش في أهم هذه الأزمات التي أحاطت بدولة الاحتلال خلال 2020.

أول هذه التحديات الرئيسة التي واجهتها (إسرائيل) خلال العام الذي يوشك على الانقضاء هو أهمية بناء الاقتصاد والمجتمع بعد وباء كورونا، والتعامل مع عجز الميزانية الذي ارتفع من 3٪ إلى 13٪، ونسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي التي تدهورت بشكل كبير من 60٪ إلى 80٪.

أكد تفشي كورونا في (إسرائيل) أن أمامها جملة من التحديات تتعلق بكيفية التعامل مع مئات آلاف الإسرائيليين الذين فقدوا وظائفهم، وعشرات الآلاف من الشركات التي انهارت، والصناعات المهمة في الاقتصاد المنقرض، وطبقات سكانية بأكملها تعاني الفجوات الاجتماعية الآخذة بالاتساع، وكل هذه المعطيات الميدانية شكلت إخفاقات عميقة أمام الحكومة الإسرائيلية كشفت عنها كورونا، وأوجدت جملة من المشاكل الصعبة.

ثاني هذه التحديات التي واجهت (إسرائيل) في العام الجاري عدم قدرتها على التعامل مع الفرصة التاريخية لعام 2021م، وهي التسوية مع الفلسطينيين، ورغم أنها أطلقت جملة من الاتفاقيات التطبيعية في الأشهر الأخيرة مع عدد من الدول العربية، لكن الأمر لا يستدعي المبالغة في أهميتها، لأنه بعد قرن من الصراع، ما زالت إمكانية تحقيق تسوية إسرائيلية عربية بعيدة، بغض النظر عن السلام البارد والزائف.

ثالث هذه التحديات يتمثل في الملف الإيراني، فمع أن إيران واجهت مشاكل في السنوات الأخيرة، وضربها انخفاض أسعار النفط، وأوجعتها العقوبات الأمريكية، وأغلق التحالف الأمريكي العربي الإسرائيلي عليها، ومنعها من الانتقام لاغتيال سليماني وفخري زاده، مع ذلك ما زالت تواصل تحدي (إسرائيل)، وتهددها من الجبهات الأربع المحيطة بها.

رابع هذه التحديات يتركز فيما توصف بـ"القنبلة الموقوتة" الخاصة بمحاكمة نتنياهو، فهذه العملية القانونية توشك أن تبدأ خلال شهر، إجراء غير مسبوق, وفي كل تاريخ (إسرائيل) لم يقاضَ أي رئيس وزراء حالي، لكننا أمام ملفات مدهشة، وبذلك إن محاكمته ستؤدي إلى أزمة دستورية وسياسية خطرة، ويجب على (إسرائيل) إيجاد طريقة لتفكيك القنبلة الموقوتة قبل وقوع الانفجار فيها.

كل هذه الأحداث والملفات تؤكد أن (إسرائيل) دولة تعمها الفوضى، صحيح أنها قوية، لكنها تعيش في حالة إرباك، وما تقدمه من خطابات عامة لن ينقذها من التحديات والتهديدات الرئيسة الأربعة التي تنتظرها، واللافت أنها بدلًا من معالجة هذه الأزمات تتوجه نحو انتخابات غير ضرورية، لأنها تعي أن نظامها السياسي ينهار، مع توقع تفكك استقرارها النسبي للعام المقبل، واستبدال الفوضى الكاملة به.