فلسطين أون لاين

محمد اكتشف موهبته في السيرك متأخرًا.. وبفرشة مهترئة بدأ مدرسته

...
غزة/ هدى الدلو:

وصل لعمر الثامنة عشرة ولم يتمكن أحد من اكتشاف موهبته، ولكنه عرف بمخيمه وبين أهله وأصحابه منذ صغره بأنه محب للقفز و"النطنطة" بين أروقة المخيم، فنشاطه وهمته العالية في تأدية الحركات الرياضية، والمشاركة في المخيمات الصيفية ومع الفرق التطوعية في زيارات لأقسام الأطفال في المستشفيات للتخفيف عنهم من خلال بعض الحركات أوصلته لبداية النور في حياته واكتشاف موهبته في الجمباز والسيرك، وإنشاء فريق لذلك ومدرسة تهتم بمواهب الأطفال.
الشاب محمد رومي (٢٢ عاما) يعيش في مخيم عايدة بمدينة بيت لحم، بعد اكتشاف موهبته أصبح شغوفًا بها فلم يكمل تعليمه واقتصر على الاهتمام بها والبحث عن فرص لأجل تطويرها.
ويستذكر بين فترة وأخرى انه كان يقدم إلى بلاده فريق اسباني كل عام، لتقديم عروض سيرك مع أحد المراكز ، شغفه المدفون كان يدفعه لملازمتهم طيلة الأيام يراقب حركاتهم، ويقلدهم مرات أخرى، حتى لاحظوا ذلك واقترح عليه مرافقتهم ليتلقى التدريبات اللازمة.
نشاطات محمد وحركاته أوجدت له فرصة للحصول على فرصة تدريب في دولة إسبانيا في مجال الجمباز والسيرك لمدة عام كامل، تلقى خلالها تدريبات.
ويقول لصحيفة فلسطين: "حاولت استثمار تلك الفترة بأقصى درجة ممكنة، فلم أضيع الوقت، فعدت لموطني مدربًا في المجال الذي تلقيت فيه تدريبات، ولم يتوقع أحد أن يكون لدي موهبة".
وأيقن محمد أهمية البحث في دواخل الأشخاص لاكتشاف مواهبهم، وحينها عمل على تجميع الأطفال من الشوارع وتعليمهم ما تعلمه في بلاد الغرب، "فتمكنت من اكتشاف مواهب بعضهم، وآخرون تشربوا الموهبة من خلال التعليم والتدريب، وبعدها تمكنت من افتتاح مدرسة في السيرك".
ويضيف محمد: "شعور حلو وجميل عندما يكون عملي يبسط الأطفال ويرسم البسمة على وجوههم البريئة خاصة الذين يرقدون على أسرة المستشفيات، فما توقعت في حياتي يومًا أن أكون موهوبا أو مدربا".
حينها آمن بوجود موهبة داخل كل شخص، ولكنها تحتاج إلى من يكتشفها، ويطورها، فيوضح أنه لا يمكن المقارنة بين محمد كيف كان وكيف أصبح بعدما اكتشف موهبته وتعلم أساسياتها.
وعلى فرشة مهترئة أعاد تدويرها ليفتتح مدرسة السيرك ويدرب فيها ما يقارب 20 طفلًا من عمر 7 أعوام حتى ١٢ عامًا، وأطلق على اسم مدرسته "الثائر للسيرك" حيث بحركات الأطفال التي يتعلمونها هم ثوار يقهرون محتل بلادهم، خاصة أن موقع المدرسة قريب من معسكر للاحتلال الإسرائيلي.
ويعتمد محمد في مدرسة السيرك في نشاطها على العمل التطوعي، وتعنى بتشجيع وتعزيز مواهب أعضائه، من خلال توفير البرامج الثقافية، والفنية، والتعليمية وغيرها، وتقديم الحوافز اللازمة لتنمية قدرات الأجيال الناشئة للصعود نحو المستقبل وبناء جيل واعٍ مدرك لحقوقه وقادر على بناء مستقبل مشرق.
وقد استطاع بالإرادة والعمل الجاد، وبروح الصمود الفلسطيني، تحويل الحلم إلى واقع، ويطمح محمد أن يصبح في فلسطين وبيت لحم مدرسة سيرك وجمباز نموذجية يتمكنون من خلالها من تأدية عروض محلية ودولية، ويقهرون الاحتلال بحركات الأطفال.