فلسطين أون لاين

نتنياهو قرأ الوثيقة وفهمها

انتشرت صورة تمزيق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لوثيقة حركة المقاومة الإسلامية حماس انتشار النار في الهشيم، بل كان الاهتمام بالحدث أكبر بكثير من الاهتمام بأحداث من المفترض أن تكون هامة للكيان في هذه الأيام تحديدًا.


بصفتي متابعًا للأحداث لا يهمني أمزقها أم طواها ثم ألقاها في أحد أركان مكتبه، ولكن يهمني هذا الاهتمام الشديد من جانب أعلى مسؤول في الكيان بوثيقة خصمه اللدود حماس، وتصرفه الصبياني الذي يدل على أن الوضع النفسي له سيئ جدًّا.


حركة حماس بوثيقتها الجديدة لا تطلب رضا العدو الإسرائيلي، ولا هي تقدم أوراق اعتماد لأي فريق، بل كان هدفها _حسب وجهة نظري الشخصية_ تأكيد أن لديها أفقًا سياسيًّا ومرحليًّا، إلى جانب مقاومتها للمحتل الإسرائيلي. فهي من جهة تؤكد رفضها الاعتراف بشرعية الاحتلال، ومن جهة أخرى تتوافق مع باقي الفصائل الفلسطينية على إقامة دولة على حدود المناطق المحتلة عام 67، وهي بذلك تسحب الذريعة ممن يحاصرون غزة ويضعون اسم الحركة على قائمة الإرهاب، وسحب الذرائع يختلف كليًّا عن تقديم أوراق الاعتماد، ولذلك أدرك نتنياهو الدهاء السياسي الذي صيغت به وثيقة حماس الجديدة بعد أن قرأها وفهم ما فيها.


بعض الإخوة في منظمة التحرير رحبوا بوثيقة الحركة، لأنهم فهموا أنها مدخل واسع للعمل في إطار القواسم المشتركة، التي اعتمدت في وثيقة الوفاق الوطني، والبعض الآخر رحب، ولكنه شكك في نوايا حماس وما تفعله على أرض الواقع، وهنا أقول: إن واقعنا السياسي الداخلي سيئ جدًّا لا تصلح فيه محاسبة ولا تلاوم ولا عتاب، والأصل أن يتفق الكل الفلسطيني على الشروع في تنفيذ المصالحة، ثم تحاسب الفصائل بعضها بعضًا على الإخلال أو عدم الالتزام بما توافقت عليه، ولكن بعقلانية وهدوء دون تعكير للأجواء ونسف لما ينجز.


في الختام نقول: إن تمزيق نتنياهو وثيقة حماس فعل صبياني لا يؤبه له، ولكن تمزيقه الضفة الغربية بالمستوطنات بعد حرقه اتفاقية أوسلو أمر هام، ولابد من مقابلته بمصالحة ووحدة وطنية، من أجل تطهير الضفة من المستوطنات، ورفع الحصار عن قطاع غزة، والتصدي للمشروع الإحلالي الصهيوني على أرض فلسطين.