قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي: "إن حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، يواجه سياسة الهدم الإسرائيلية من أجل النفاذ إلى المسجد الأقصى المبارك وهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم مكانه".
وأضاف الهدمي لصحيفة "فلسطين": "إن الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه يحاولون تفتيت الأحياء المقدسية والاقتراب إلى المسجد الأقصى المبارك، رويدًا رويدًا بهدف إقامة مشاريعهم ومخططاته الاستعمارية".
وبين أن سلطات الاحتلال تحاول جاهدة توسعة وبناء المستوطنات وفرض الضرائب والغرامات الباهظة على المقدسيين وعدم منحهم تصاريح البناء وإجبارهم على الهدم الذاتي وفرض قوانين عنصرية، من أجل تهجيره المقدسيين عن منازلهم وإحلال مستوطنين مكانهم خدمة لمشاريعها العنصرية وفي محاولة لاختراق الأحياء المقدسية.
وأكد أن الاحتلال زاد من تغوله على حي الشيخ جراح، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الاحتلال استغل الإعلان لفرض سياسة الأمر الواقع على القدس وتغيير معالمها رغم مخالفة لكل القرارات والقوانين الدولية.
واعتبر رئيس الهيئة المقدسية، أن ما يقوم الاحتلال به في القدس، جريمة حرب وجب على العالم محاسبته عليها خاصة أنها تخالف القرارات والقوانين الدولية.
وبين الهدمي، أن أهالي الحي يعيشون أوضاعا مأساوية بسبب اعتداءات وممارسات الاحتلال ومستوطنيه المستمرة، كالاعتداء على المقدسيين وفرض الغرامات الباهظة عليهم ومنعهم من البناء وإجبارهم على هدم منازلهم بحجة عدم وجود تراخيص، مؤكدًا أن الاحتلال يرفض اعطاء المقدسيين تراخيص بناء؛ لتهجيرهم من المنطقة وزيادة أعداد المستوطنين فيها بهدف الانقضاض على الأقصى وإقامة مشاريعه ومخططاته العنصرية.
ويكمل: "على الرغم من ممارسات الاحتلال ومستوطنيه وتنفيذ عمليات الهدم بحق سكان حي الشيخ جراح، وأحياء القدس، إلا أن المقدسيين متمسكون بأرضهم ويرفضون التخلي عنها".
وانشئ حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة عام 1956 بموجب اتفاقية وقعت بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والحكومة الأردنية، وفي حينه استوعب 28 عائلة فلسطينية هجرت من أراضيها المحتلة عام 1948.
وبدأت معاناة الحي مع الاستيطان منذ احتلال ما تبقى من مدينة القدس عام 1967، وسرعان ما بدأ المستوطنون يستولون تدريجيًا على المنازل، ويقيمون بؤرًا استيطانية بالقرب من المدينة المقدسة في محاولة للنفاذ للأقصى واقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه.
ويواجه الفلسطينيون في مدينة القدس، بحسب مراكز حقوقية، صعوبات جمة لاستخراج تراخيص بناء، كما أنها تكلف عشرات الآلاف من الدولارات لكل شقة سكنية.
وبلغ عدد المنازل المهدمة بمدينة القدس المحتلة منذ احتلال المدينة المقدسة عام 1967، أكثر من 1900 منزل وفق مركز المعلومات الوطني الفلسطيني.