أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتفاق التطبيع بين المغرب وسلطات الاحتلال الإسرائيلي هذا الشهر غضب الجالية المغربية المقيمين في مدينة القدس المحتلة.
والمغاربة هؤلاء يقيمون في حارة المغاربة غرب المسجد الأقصى المبارك، وشكلوا على مدار التاريخ "خط الدفاع الأول عن حائط البراق".
ووصف الشيخ خالد المغربي (65 عامًا) تاريخ المغاربة في مدينة القدس بـ"العريق".
وتطرق إلى دور المغاربة عبر التاريخ في حماية حائط البراق والمسجد الأقصى المبارك، لافتًا إلى أن المراجع التاريخية تثبت أن ربع جيش صلاح الدين الأيوبي المشارك في تحرير القدس كان من المقاتلين المغاربة، وبعد الانتصار أراد معظم هؤلاء العودة إلى أوطانهم، مثل المتطوعين العراقيين والمصريين والشوام وغيرهم.
وعبر المغربي عن فخره بأن القائد الأيوبي سمح للجميع بالعودة إلا المغاربة، فقد رأى فيهم ما لم يرَه في غيرهم وأمرهم بالإقامة حول المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": هذه المكانة للمغاربة في مدينة القدس منذ مئات السنوات، يعز على كل مغربي أن يشاهد هذا العز للمغاربة منذ ألف عام يُهدَم بـ"تطبيع خياني".
ونبه إلى الحقد الإسرائيلي على المغاربة، وقيام قوات الاحتلال بهدم حارة المغاربة وبيوتها وطردهم منها في العقود الماضية.
ورأي المغربي أن "الحكام لا علاقة لهم بشعوبهم، فموقف الشعوب متقدم على حكامها".
وكذلك سعيد المغربي (70 عامًا) من حوش المغاربة المتبقي من حارة المغاربة، قال: "إن هذا التطبيع لا يمثل أي مغربي في القدس أو المغرب".
وأوضح المغربي لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال هجر المغاربة من حارة المغاربة "ونحن الآن نعيش في حوش المغاربة المقابل لحائط البراق، في وضع كئيب ومحزن.
وقال: إن الاحتلال يتعمد التضييق على المغاربة في القدس، واصفًا خطوة الملك محمد السادس بـ"الطعنة للشعب المغربي".
وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة الشيخ عكرمة صبري، أن المغاربة لهم تاريخ مشرف في مدينة القدس، لافتًا إلى أن أحد أبواب الأقصى اسمه باب المغاربة، وقد سيطر الاحتلال على مفاتِحه عام 1991 وأصبح "ممرًّا للمستوطنين لاقتحام المسجد الأقصى".
وقال صبري إنه يجب على ملك الغرب أن يعلم أن الباب الذي سمي باسم المغاربة يدخل منه المستوطنون يوميًّا، كما أن الاحتلال هدم حارة المغاربة في الساعات الأولى من احتلال كامل القدس.
ولفت إلى أن سلطات الاحتلال تتعمد تدمير آثار حارة المغاربة ومحوها بمشاريع استيطانية في منطقة حائط البراق.
وتابع: "نفتخر بأن المغاربة في القدس ما زالوا رأس حربة في مواجهة الاحتلال"، مؤكدًا أن التطبيع لن يخطف منهم تاريخهم المشرف في المدينة المقدسة.
يذكر أن الجالية المغربية التي هجرها الاحتلال من منطقة حارة المغاربة، تبقى منها نحو مئتي مغربي في حوش المغاربة، وأما البقية فانتقلت للعيش في أحياء القدس؛ بسبب إجراءات الاحتلال وعدم وجود مكان للسكن لهم في حوش المغاربة قرب حائط البراق.

