بثبات وصمود على الأرض، يتصدى سكان قرية كيسان، لاعتداءات المستوطنين تحت أعين جنود الاحتلال بغية طردهم منها، ضمن مخطط ضم الأراضي الفلسطينية.
وكيسان قرية فلسطينية صغيرة تقع شرقي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، ويبلغ عدد سكانها نحو 800 نسمة، وسرقت المستوطنات أكثر من ألف دونم من أراضيها، في حين سرقت الكسارة ألف دونم أخرى، في حين يواصل المستوطنون الاستيلاء على ما تبقى من تلك الأراضي.
و"كيسان" من القرى النائية في الضفة الغربية، وتقع ضمن مناطق (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل.
وسُميت القرية هذا الاسم نسبة إلى وجود معلم أثري منقوش عليه شكل "آيسان" (مثنى آيس) أو صرتين من النقود.
ويقول الناشط في القرية رضوان غزال: "إن القرية تقع في منطقة إستراتيجية وتربط بين عددٍ من القرى الفلسطينية، وتُحيطها المستوطنات الإسرائيلية من ثلاث جهات رئيسة".
ويوضح أن الاحتلال أقام في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي مستوطنة "معالي عاموس"، في حين أقام مع بداية الألفية الجديدة مستوطنة تسمى "آفي مناحيم"، إضافة إلى مستوطنة جديدة لمستوطن وحيد في عام 2014م على تلة جبلية جنوب القرية، وفي العام أضاف الاحتلال الكسارة؛ ما يجعل أهالي القرية بين فكي كماشة مستوطنات الاحتلال التي سرقت نحو 60 من المائة من الأراضي.
ويشير إلى أن الكسارة التي بناها الاحتلال في الجهة الغربية من البلدة أثرت كثيرًا على الأراضي الرعوية التي يعتمد عليها الأهالي، في حين استنزفت المستوطنات وعمليات التجريف بقية الأراضي الجبلية، في الوقت الذي يواصل فيه مستوطنون عمليات الاستيلاء على التلال هناك، ما أدى إلى فقدان رعاة الأغنام كل مقومات ثروتهم الحيوانية، ما دفعهم إلى الهجرة الداخلية.
ويلقى أهالي القرية -وفقًا لحديث غزال- اعتداءات أخرى من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال، سعيًا لتهجيرهم قسرًا وضم أراضي القرية إلى أراضي الـ(48)، وتتمثل أبرز تلك المضايقات في منع أي بناء فلسطيني في القرية، لوقوعها ضمن مناطق (ج) الخاضعة لسيطرة الاحتلال.
ووفق اتفاقية أوسلو الثانية الموقعة 1995م، تخضع المنطقة (ج) لسيطرة أمنية وإدارية إسرائيلية، وهي تمثل 61% من مساحة الضفة.
ويشير غزال إلى أن سكان كيسان يعملون في الزراعة ورعي الأغنام، ويعتمدون على الثروة الحيوانية مصدرًا للدخل.
ويصف واقع القرية تحت سطوة الاحتلال بـ"المرير" إذ تعاني القرية التهميش، ويتعمد جيش الاحتلال ومستوطنوه استفزاز السكان على جميع المستويات.
ويؤكد ذلك رئيس المجلس القروي لكيسان صدام عبيات، لافتًا إلى أن رعاة الأغنام هم الأكثر عرضة للمضايقات باعتقالهم أو مصادرة مواشيهم.
وينبه عبيات في حديث لـ"فلسطين" إلى أن جميع أراضي القرية رعوية، ويحرم سكانها البناء دون موافقة إسرائيلية مسبقة، وغالبًا لا يحصل المواطنون على رخص للبناء، وليس فيها أي عيادة صحية، وأوقف الاحتلال البناء في مدرسة القرية بعد الاستيلاء على مئات الدونمات من أراضيها، وتسليم إنذارات بوقف البناء لمنزلين قيد الإنشاء.
ويذكر أن الاحتلال أنذر في المدة الماضية بتجريف شارع فرعي داخل القرية، تمهيدًا لإغلاقه.
ويوضح أن القرية هي البوابة الرئيسة لمدينة بيت لحم، وينظر إليها الاحتلال على أنها منطقة إستراتيجية، ويعزلها عن محيطها الفلسطيني حيث أصبحت القرية مثل جزيرة غريبة وسط بحر الاستيطان الهائج في الضفة المحتلة.
ويطالب أهالي القرية السلطة الفلسطينية بتعزيز صمودهم وتأمين كل مقومات الحياة الأساسية لهم، ودعم قطاعي التعليم والصحة ومحاربة الأمية والبطالة، كي يتمكنوا من الوقوف في وجه الاستيطان والمستوطنين.