لا يتردد الإسرائيليون في القول إنه رغم بعض الإنجازات المهمة التي تحققت خلال فترة ولاية نتنياهو، لكنه مسؤول بشكل أساسي عن الكارثة الصحية، والفشل الاقتصادي، والأزمة الاجتماعية في "إسرائيل"، وبات الإسرائيليون بحاجة إلى دم جديد، لأنه فشل في الأشهر الأخيرة في: الاقتصاد، وأزمة كورونا، والتهديد الإيراني، والعلاقات مع الولايات المتحدة، والأهم من ذلك فشله في تقوية وتوحيد المجتمع الإسرائيلي.
قبل عام بالضبط أقام الإسرائيليون خيمة بالقدس المحتلة، احتجاجا على الأوضاع التي آلت إليها دولة الاحتلال بسبب سياسات نتنياهو التي أخذتهم إلى صناديق الاقتراع ثلاث مرات خلال عام، في محاولة للهروب من المحاكمة بتهمة الرشوة والاحتيال.
مر عام وما زال الاحتجاج ضد نتنياهو يشمل المجتمع الإسرائيلي بأسره، وشارك في المظاهرات قرابة مليون امرأة ورجل، كلهم معترضون محتجون على ما ارتكبه رئيس حكومتهم من أخطاء وخطايا، فقد فشل بكل شيء، ونتائجه مدمرة، وأدت إخفاقاته لتدهور "إسرائيل" إلى مستوى لم تصله من قبل، بما يجعلها تواجه التعافي من إخفاقاتها الكبيرة، لأن تكلفتها أرواح بشرية وأضرار اقتصادية وأمنية ستستمر لسنوات قادمة.
تمثل فشل نتنياهو الكبير والذريع بقراءة الخريطة السياسية الأمريكية، فهو يراهن بكل خزائن "إسرائيل" الدولية على طرف أمريكي واحد، وهو ترامب، وقد خسر، رغم أنه رئيس غريب، وغير مستقر، وخاسر.
بسبب نتنياهو، ستظهر قريباً أمام الإسرائيليين إدارة ديمقراطية معادية وانتقامية في واشنطن، بانتظار تصفية الحسابات معه، والإيرانيون الذين وعد نتنياهو بطردهم من سوريا وصلوا بالفعل برعاية صديقه فلاديمير بوتين إلى السياج الحدودي في الجولان، ويبدو أنهم ينوون البقاء، وهذه ليست سوى البداية، وفيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، فقد تحولت "إسرائيل" بفعل سياسات نتنياهو من رصيد استراتيجي إلى عبء عليها.
لقد تسبب نتنياهو بإدارته الاقتصادية الفاشلة خلال أزمة كورونا بخسارات اقتصادية ضخمة لـ"إسرائيل"، لأنه بقراراته المتسرعة والمربكة حطم الاقتصاد الإسرائيلي بيديه، للتهرب من المحاكمة، والنتيجة مثيرة للاهتمام: مليون عاطل عن العمل، عشرات آلاف الشركات المغلقة تاركة وراءها ديونا ضخمة، وانخفاض مستويات المعيشة، وتراجع الدخل، وموجة غير مسبوقة من الإفلاس، وجيلا كاملا من العاطلين، ممن ليس لديهم مستقبل اقتصادي، وفي النهاية فإن نتنياهو مجرد خاسر كامل، وسيدفع الإسرائيليون الثمن.
وفيما يتعلق بالمسؤولية عن كارثة "إسرائيل" الاقتصادية، فنتنياهو المسؤول عنها، لأنه يصر أن يشارك شخصيًا بكل قرار، كبير وصغير، يتعلق بإدارة الأزمة من البداية، وقد كلف فشله هذا الاقتصاد الإسرائيلي بمئات مليارات الشواقل، لكن المبلغ مستمر في الارتفاع، لأنه جعل الأداة الرئيسة لإدارة الدولة، رهينة سياسية، والنتيجة أن الإسرائيليين سيدفعون جميعًا ثمن الكارثة الاقتصادية التي سببها لهم نتنياهو بعد سنوات عديدة قادمة حين يغيب عن المشهد السياسي.