فلسطين أون لاين

10 أعوام.. صحيفة فلسطين في خدمة الحقيقة

مر بنا الزمن سريعا ليصبح عمر صحيفة فلسطين عشرة أعوام، هذه الصحيفة حملت منذ اليوم الأول لصدورها شعار (فلسطين حارسة الحقيقة)، هذه الصحيفة الفتية في عمرها، حققت الكثير من الإنجازات على مدى عمرها في العمل الصحفي الفلسطيني، وعكست مستوى الإنجازات والقضايا الحيوية المهمة التي تناولتها هذه الصحيفة منذ تأسيسها في الثالث من مايو/ أيار عام 2007م.

وتأسيس صحيفة فلسطين وسط الحصار الشديد الذي تحياه غزة الصامدة لم يكن بالسهل اليسير، حيث فكّر مجموعة من الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الرواد في تأسيس هذه الصحيفة التي تحمل اسم فلسطين روحا وفكرا ومنهاجا وثقافة، وانطلق العمل ليل نهار من أجل بداية هذه الصحيفة، والتي سرعان ما وجدت طريقها في خارطة الإعلام الفلسطيني وسدت فراغا في العمل الإعلامي الفلسطيني، وناقشت عبر صفحاتها المختلفة الكثير من قضايا الآلام والمعاناة والحرية والإبداع الفلسطيني، وكانت صحيفة فلسطين صوت الفقراء والمحتاجين وصوت أسر الشهداء والمكلومين وصوت المقاومة وصوت الفكر والثقافة الأصيلة.

وبعد أيام قليلة من انطلاق صحيفة فلسطين، أصاب الصحيفة الوليدة آنذاك - والزملاء الصحفيين فاجعة كبيرة باستشهاد اثنين من جنود الصحيفة وفرسانها برصاصات غادرة، وهما الشهيد الصحفي سليمان العشي والشهيد محمد عبده اللذين استشهدا في 13-14/5/2007م وخرجت الصحيفة في اليوم الثاني والحبر الأسود يزين صفحاتها الأولى وبيان النعي يمثل الخبر الرئيس، كانت بالفعل أيامًا وساعات صعبة ليس فقط على قلوب الزملاء في صحيفة فلسطين، بل كانت صعبة ومفجعة لكافة الزملاء الصحفيين في كل مناطق الوطن المحتل، ورغم هذا الحدث الجلل واصلت الصحيفة صدورها تحمل الهم الفلسطيني ورسالتها وبندقيتها مصوبة نحو العدو الصهيوني ومن أجل تحرير الوطن من دنس المحتل الغاشم.

إن صحيفة فلسطين حملت الهم الفلسطيني فكرا ومضمونا وسياسية ونهجا في الدفاع عن أرض فلسطين المباركة، وهذه الصحيفة امتداد لتاريخ الصحافة الفلسطينية، حملت همّ الدفاع عن أرض فلسطين؛ والتاريخ الفلسطيني يذكر الدور البارز لجريدة فلسطين الأولى وهي التي كانت من أهم الجرائد الفلسطينية، وأكثرها انتشارا مع بدايات القرن الماضي، تأسست عام 1911م في مدينة حيفا المحتلة، وهي من أوائل الصحف العربية وأقدمها وأعرقها، حيث كانت في أول عهدها أسبوعية صغيرة، ثم أخذت تظهر مرتين في الأسبوع، ثم تحولت إلى جريدة يومية بثماني صفحات فيما بعد، ثم تطورت حتى أصبحت من أهم الجرائد الفلسطينية التي استمرت في الصدور حتى عام 1967، واستطاعت أن تفتح صفحاتها للأدباء والكتاب وأن تعكس صورة صادقة عن الحياة الأدبية والثقافية في فلسطين، وساهمت بتغطية أحداث سياسية جمة وكبيرة في فلسطين.

لقد أسست صحيفة فلسطين لصحافة المقاومة والجهاد والممانعة والمبادئ والثوابت الفلسطينية وشقت طريقها بشموخ وكبرياء وبنهج فكري جديد وسياسة تحريرية جديدة ورسمت صحيفة فلسطين منذ اليوم الأول لصدورها الثالث من أيار عام 2007م خطا تحريريا جديدا ميزها عن غيرها من الصحف الفلسطينية، حملت أحلام وآمال الكل الفلسطيني بتحرير وطننا فلسطين من دنس المحتل الغاشم وبناء دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله، وشكلت صحيفتنا فلسطين المباركة ملحمة صمود فكري وثقافي في مواجهة طغيان الثقافات الأخرى، والعادات والتقاليد البالية، لتنقل لنا الفكر والسلوك القويم والعادات والتقاليد العريقة.

لقد شقت صحيفة فلسطين طريقها وسط قلة الإمكانات والطواقم الصحفية والمقرات الخاصة بها، إلا أن العزيمة والإصرار التي تحلى بها فريق العمل في صحيفة فلسطين غير من المعادلة وغير من المستحيل وأخرج لنا مطبوعة يومية.

لقد مثلت صحيفة فلسطين ذراع المقاومة الفكري والثقافي والإعلامي، من خلال الأخبار والتقارير والقصة الإخبارية والتحقيقات الصحفية عن المقاومة والصمود الفلسطيني.

لقد امتلك الزملاء في صحيفة فلسطين العزيمة والصبر والطموح في الارتقاء بالعمل الصحفي الفلسطيني، وقدموا من أوقاتهم الكثير من أجل الجمهور الفلسطيني ومن أجل الإعلام الفلسطيني السامي، ومن أجل ديمومة التواصل مع القراء الأوفياء.

صحيفة فلسطين اليوم في صدارة الصحف الفلسطينية والعربية وهنا أبرق بالتحية والتقدير والعرفان لطواقم الصحيفة من مجلس الإدارة والمجلس التنفيذي والهيئات التحريرية وجميع فرسان صحيفة فلسطين، وأتمنى لهم التوفيق والسداد في خدمة الصحافة الفلسطينية من أجل إعلام فلسطيني حر وخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في تحقيق أهدافه السامية في بناء الإنسان وتحرير الأرض والمقدسات وإقامة دولتنا الفلسطينية المباركة على كامل التراب الفلسطيني.