فلسطين أون لاين

التطبيع الثقافي إقرار بالهزيمة وقبول بالرواية الصهيونية

...

أخذ التطبيع الثقافي العربي مع (إسرائيل) عدة أشكال، من بينها مشاركة بعض الإعلاميين والفنانين والمغنين والموسيقيين والرياضيين وأساتذة الجامعات العرب أقرانهم الإسرائيليين في الزيارات الودية والحوارات في الندوات وتبادل الزيارات والظهور في التلفزيون الإسرائيلي والتهنئة بالأعياد الإسرائيلية والترويج للصناعات الإسرائيلية بما فيها صناعة المستوطنات في البلدان العربية المطبعة مع (إسرائيل).

التطبيع الثقافي مع الإسرائيليين أخطر على الأمة العربية من التطبيع السياسي لأن التطبيع الثقافي هو إقرار بالهزيمة أمام الصهيونية العالمية وقبول بالرواية الاسرائيلية التي تروج لـ(إسرائيل الكبرى) وبملكيتهم لفلسطين التاريخية التي عاش فيها العرب الكنعانيون والعرب المسلمون والمسيحيون آلاف السنيين بينما دولة اليهود لم تعمر تاريخيا سوى سبعين سنة و(إسرائيل) تروج للهيكل المزعوم واقامته على أنقاض المسجد الأقصى الذي باركه الله وما حوله من أراضي فلسطين باعتبار فلسطين أرض الأسراء والمعراج كما تلغي الرواية الاسرائيلية وجود الشعب الفلسطيني على أرض آبائه واجداده الذي يعادل تعداده اليوم على أراضي فلسطين التاريخية نفس عدد الصهاينة والذي يقارب ستة ملايين ونصف المليون نسمة.

تحية أبية للشعبين الأردني والمصري فلم تحقق (إسرائيل) أي اختراق ثقافي ملموس مع الشعبين الأردني والمصري بعد التطبيع السياسي مع (إسرائيل) وهذا يدل على أصالة الشعبين الأردني والمصري وعلى المطبعين في الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية السودان الاقتداء بالشعبين العربيين في الأردن ومصر والامتناع عن التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني.

على الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وفي المهجر وفي الشتات استمرار التواصل مع المجتمعات في البلدان العربية وعدم اليأس وعدم الكفر بالأمة العربية لأن الأغلبية من الشعب العربي والأمة العربية باستثناء بعض الأنظمة العربية لن تطبع لا سياسيا ولا ثقافيا مع (إسرائيل) وستبقى (إسرائيل) العدو الأول للعرب والمسلمين في المستقبل القريب والمتوسط والبعيد رغما عن نتنياهو وترامب عرابي التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني.

المصدر / د.خليل عليان - جريدة السبيل الأردنية