أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، أن المقاومة بكل أنواعها تعد الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني، معلنة رفضها عودة السلطة برام الله للمفاوضات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي أو مشاريع التسوية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته فصائل المقاومة، في مقر حركة الأحرار، بمدينة غزة، إحياءً للذكرى الـ33 لانتفاضة الحجارة عام 1987.
وفي الثامن من ديسمبر عام 1987 اندلعت انتفاضة الحجارة بعد دهس سائق شاحنة إسرائيلية مجموعةً من العُمال الفلسطينيين استشهد منهم 4 على حاجز بيت حانون "إيرز"، شمالي قطاع غزة، لتكون الشرارة التي تسببت باندلاع الانتفاضة.
وقال خالد أبو هلال، الأمين العام لحركة الأحرار في كلمة الفصائل: "شكلت انتفاضة الحجارة بداية مسيرة التحرير من الاحتلال الذي بسط نفوذه وسيطرته بالقوة العسكرية على ما تبقى من الأرض الفلسطينية عام 1967".
وأضاف أبو هلال: "حاول الاحتلال أن يخلق حالة من التعايش ما بين المشروع الاستعماري الاستيطاني، وأبناء الشعب الفلسطيني، بالكثير من الأبواب، فكانت الاعتقالات، والإعدام لأبناء الشعب الرافضين لوجود الاحتلال".
وتابع أبو هلال: "بعد استشهاد العمال واندلاع انتفاضة الشعب الفلسطيني، فوجئ العالم والاحتلال الإسرائيلي بالثورة الفلسطينية العارمة التي انطلقت وامتدت كالنار في الهشيم، لتطال كل أماكن الشعب الفلسطيني في داخل الأرض المحتلة".
وأوضح أن الشعب الفلسطيني تحرك وخاض معركة حقيقية شارك فيها كل فئات الشعب الفلسطيني، من شباب، وأشبال، وأطفال، وشيوخ، ونساء، فكانت انتفاضة شاملة خاضت غمار المواجهة فيها الفصائل الفلسطينية، ومؤسسات المجتمع المدني.
وأردف بالقول: "في انتفاضة الحجارة سجل الشعب الفلسطيني أروع أنواع التضحية والفداء في مواجهة المشروع الاستعماري".
وشدد على أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي للشعب الفلسطيني وستبقى، لكون مواجهة الاحتلال لن تحدث من دونها، خاصة بعد أكثر من 30 عامًا من تجربة المفاوضات.
وأشار أبو هلال إلى أن الوحدة الوطنية هي عامل أساس لمواجهة الاحتلال، وممر إجباري لتحقيق الانتصار الجزئي وصولًا لتحقيق الانتصار الكامل على الاحتلال، لذا "سنظل رفع الحوار الوطني من أجل الوصول لإنجاز وحدة حقيقية قائمة على التمسك بالحقوق والثوابت".
وذكر أن الفصائل "ترفض محاولات العودة للمفاوضات العبثية وخيار التسوية، لكونها أحدثت انقسامًا وشروخًا وترهلًا على مستوى القضية الفلسطينية والمؤسسات الرسمية".

