في ظل استمرار جائحة كورونا في قطاع غزة وزيادة أعداد المصابين إلى أرقام لم تكن متوقعة، زادت الحاجة إلى الطواقم الطبية خاصة في أقسام العناية المركزة والباطنة، كما تؤكد وزارة الصحة، مشيرة إلى أنها تواجه صعوبة في تعزيز جهودها بإشغال كوادر طبية جديدة.
مدير دائرة شؤون الأطباء في الإدارة العامة للمستشفيات د. أحمد شتا، أوضح أن نقص الكوادر البشرية العاملة في المستشفيات كان أحدد أسباب انهيار الأنظمة الصحية في دول العالم أثناء مواجهتها لجائحة فيروس كورونا.
وبين في حديث لصحيفة "فلسطين" أن القطاع يعيش الآن زيادة بأعداد المصابين بفيروس كورونا الذين تستدعي حالتهم الدخول إلى المستشفيات وبالتالي يحتاج هذا الأمر إلى مضاعفة أعداد الأطباء وطواقم التمريض.
وقال شتات: "منذ بداية الجائحة في القطاع وهذه القضية تؤرق وزارة الصحة، ومن أجل ذلك تم عملنا منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي على تدريب أكبر عدد ممكن من الكوادر الطبية والتمريضية بالإضافة للاعتماد على الأطباء الموجودين في الأقسام الأخرى".
وأضاف: "دربت الطواقم الجديدة على طرق الوقاية من الفيروس وتم توفير مستلزمات الوقاية لهم وكيفية التعامل مع المرضى المصابين بالفيروس، كذلك وضعنا خطة لزيادة أعداد الكوادر العاملة في أقسام العناية المركزة والباطنة".
وذكر شتات أن المشكلة حالياً تترجم في نقص الكوادر الناتج عن فتح أقسام جديدة لمرضى فيروس كورونا في خمسة مستشفيات، وهذه الأقسام بحاجة لكوادر طبية والأسرة اللازمة للمرضى، بالإضافة لافتتاح المستشفى التركي.
وأفاد بأن كل هذه الأقسام الجديدة بحاجة لأعداد كبيرة ممن الكوادر الطبية، وهو ما تم العمل عليه بدعم من وزارة الصحة حيث وعدت بزيادة أعداد الأطباء والممرضين خلال الفترة القادمة على نظام التشغيل المؤقت ليتم الاستفادة منهم في وقت الحاجة.
إصابات الأطباء والمرضى
أما على صعيد المستشفى الأوروبي، الذي يعد أكبر المستشفيات التي تستوعب مرضى كورونا، فأوضح د. محمد البشيتي أنه في بداية انتشار الفيروس بين المواطنين في قطاع غزة كانت الطواقم الطبية العاملة قادرة على مواجهة المرض بما هو متوافر لديها من إمكانات بشكل كافٍ، ولكن مع زيادة عدد الإصابات وإصابة الأطباء أيضًا أصبح هناك خلل في الأعداد المتوافرة.
وقال لصحيفة "فلسطين": "زيادة عدد الأطباء المصابين بالفيروس يجعلهم غير قادرين على ممارسة عملهم ويشكل ضغطا على الأعداد المتبقية على رأس عملها ويزيد من ساعات عملهم وهو ما يرهقهم".
وأضاف البشيتي: "الأطباء العاملون في قسمي العناية المركزة والباطنة في المستشفى الأوروبي لنحو 170 ساعة عمل بدلاً من 140 ساعة، وهذا الأمر ملحوظ في قسم الباطنة أكثر من أي قسم آخر".
وبين أن عملية التدريب تتم بشكل مستمر وفي جميع الأوقات وعلى أيدي طواقم أجنبية من الخارج، "لتأهيل الطواقم الطبية والتمريضية على آليات التعامل مع مرضى كورونا بشكل أكثر كفاءة".
ونبه البشيتي إلى أن الطواقم الطبية أصبحت على مستوى عالٍ من التدريب ومستعدة لنقل خبراتهم لباقي الأطباء والمرضى بشكل سلس.
وكان نائب المدير العام للرعاية الأولية لشؤون الصحة العامة بوزارة الصحة في غزة د. مجدي ظهير قد تحدث الأسبوع الماضي عن عجز ونقص في الطواقم الطبية المؤهلة والمدربة نتيجة الجائحة التي لم يعرفها العالم من قبل.