فلسطين أون لاين

تقرير متعافون من كورونا يتحدثون عن أعراض جديدة بعد الشفاء

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

لا يزال فيروس كورونا المنتشر في كل أنحاء العالم يترك آثاره وبصماته على سكان هذا الكوكب، فمع اختلاف أعراض الإصابات التي تظهر على المرضى، تظهر بعض الأعراض التي تنذر بعدم شفائهم تمامًا، أو أعراض جديدة لم تكن لديهم قبل الإصابة.

الشاب مسعد عايش، الذي أصيب بفيروس كورونا في 18 نوفمبر الماضي، ظهرت عليه أعراض الإصابة الفيروس كاملة بعد يومين من تسجيل إصابته، ولا تزال مستمرة رغم مرور الأسبوعين اللذين حددا لحضانة الفيروس، حسب ما ذكر لـ"فلسطين".

وقال عايش: "خلال مدة الإصابة فقدت حاستي الشم والتذوق نهائيًّا قبل أن تعودا تدريجًا، إلا أنني لا أشم الأشياء على حقيقتها كما كنت قبل الإصابة، وكذلك الوضع فيما يتعلق بحاسة التذوق".

وأضاف: "تحسنت حالتي الصحية بعد تعافيّ من الإصابة بالفيروس، لكني تذوقت بالأمس بسكويتًا معتادًا على تناوله وأعرف طعمه جيدًا، ولكن وجدت طعمه مختلفًا تمامًا عما كنت أعرفه".

وأشار عايش إلى أن تغير المذاق لديه يصيبه في كثير من الأحيان بالتذمر، أيضًا ظهرت لديه حساسية بالصدر، لافتًا إلى أنه لا يعرف أهذه الأعراض ستستمر معه أم ستختفي مع مرور الوقت.

وهن وصداع

ولا يختلف حال المواطنة أم أحمد عماد التي أصيبت هي وزوجها بفيروس كورونا، وبينت أنها شعرت بتغيير كبير في وضعها الصحي بعد الإصابة بـ"كورونا"، مشيرةً إلى أنه أصبح من السهل أن تشعر بالوهن والتعب بسرعة، مع أنها كانت بصحة جيدة قبل الإصابة.

وأوضحت عماد لـ"فلسطين" أن الصداع الذي كان يأتيها في أثناء الإصابة بالفيروس لا يزال يصيبها بالحدة نفسها، ولكنها تقل بعد تناولها المسكنات.

وذكرت أن كل حواسها لم تعد مثل قبل الإصابة، وأنها دائمًا ما تشعر أن هناك "شيئًا غير طبيعي" في حاستي التذوق والشم لديها، لافتةً إلى أن وضعها لا يزال أفضل من زوجها.

وقالت "أم أحمد": "زوجي مريض بالضغط، وعند الإصابة بفيروس كورونا تدهورت حالته الصحية كثيرًا، ولكن بعد شفائه أصبحت فرص إصابته بالأنفلونزا أو الزكام أسرع، إضافة إلى التعب والوهن السريع من أي عمل يقوم به".

أعراض متفاوتة

من جانبه أكد استشاري الأمراض الصدرية رئيس قسم الصدرية بمجمع ناصر الطبي د. خالد الصرفندي أن المصاب بفيروس كورونا قد تظهر عليه بعض الأعراض بعد شفائه، التي قد تختلف في شدتها على المصاب.

وأوضح الصرفندي في حديث لـ"فلسطين" أن بعض المتعافين ظهرت عليهم مضاعفات بعد انتهاء مدة كورونا، ومنهم من كانت عندهم مضاعفات حادة تؤدي إلى التهابات في الرئتين ومشاكل في الجهاز التنفسي، وهي مضاعفات تشكل خطورة على حياة المريض.

وأضاف: "أما المضاعفات الأخرى التي تأتي بعد الإصابة فهناك حالات أصيبت بتليف على الرئة، أيضًا هناك بعض المضاعفات مثل: الوهن العام، وفقدان حاسة الشم مدة طويلة، والتعب والإرهاق، اللذين قد يستمرا مدة أطول".

وأشار إلى أنه إلى جانب المضاعفات الجسدية هناك بعض الحالات التي أصيبت بمضاعفات نفسية، إذ أصيبوا بالأرق والخوف الشديدين والتفكير الدائم بالأمور السلبية، ما أثر على مجمل حياتهم.

ولفت إلى وجود بعض الدراسات التي أكدت وجود تأثير لفيروس كورونا على الجهاز العصبي، وهو ما يفسر ظهور بعض الأمراض النفسية والعصبية، لكنه لا يمكن الجزم النهائي بذلك حتى انتهاء المرض والدراسات الخاصة به.

ونصح الصرفندي كل من يشفى من الإصابة بفيروس كورونا بعدم الاستعجال لممارسة حياته الطبيعية كما في السابق، بل عليه أن يأخذ مدة نقاهة يرتاح فيها جسده من تأثير هذا الفيروس عليه.

وأكمل: "الشخص المعتاد ممارسة الرياضة عليه ألا يعود لممارستها مباشرة بل عليه الانتظار ومراعاة الحالة الصحية التي تختلف من شخص إلى آخر، ومعرفة هل هناك عوامل خطورة أو أمراض مزمنة يمكن أن تكون قد تضررت أو تضاعفت بفعل الفيروس".

وذكر الصرفندي أنه يجب على من تعافى من الإصابة بالفيروس الاهتمام بالتغذية الجيدة وتقوية المناعة، بتناول الفيتامينات والفواكه وشرب السوائل الدافئة التي تعزز المناعة، مؤكدًا أهمية استمرار التوعية الجيدة لديه في كل ما يتعلق بالفيروس.