قال منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني (يوروبال فورم): إن تبنى حزب العمال البريطاني التعريف الجديد لـ"عداء السامية" سيقلل من ذلك على حالة التضامن مع القضية والحقوق الفلسطينية داخل الحزب وفي المجتمع البريطاني عامة.
وأضاف منتدى التواصل، في تقرير، اليوم السبت، أن ترسيخ التعريف الجديد لـ"عداء السامية" واستخدامه كسلاح في وجه المؤيدين لفلسطين أدى إلى منع انتقاد عنصرية دولة الاحتلال وتقييد الحديث عن فلسطين والحقوق الفلسطينية.
ولفت إلى أن التعريف الجديد سيؤدي إلى تقليل أهمية القضية داخل حزب العمال البريطاني المعارض وفي برامجه ولن تعود القضية الفلسطينية مسألة ذات أولوية في الحزب.
وتابع: "البيئة المصطنعة التي تم خلقها في الحزب معادية للجدل والنقاش حول فلسطين وذلك خوفا من التداعيات والعواقب التي تترتب على ذلك".
وأعرب المنتدى عن مخاوفه من تفاقم الأوضاع في حال تم اعتماد جهة خارجية "مستقلة" للتحكيم في شكاوى "معاداة السامية"، والتي تشير المعلومات بأنها ستكون تحت إشراف "غير مباشر" من المؤسسات المحسوبة على "اللوبي الإسرائيلي".
واستعرض بدايات الأزمة وملامحها وأسبابها الحقيقية، ودور "اللوبي الإسرائيلي ومجموعات الضغط اليهودية" في صناعة أو تضخيم هذه الأزمة؛ لتحقيق مكاسب سياسية داخل الحزب وللتخلص من منتقدي دولة الاحتلال ومعارضي سياساتها القمعية بحق الفلسطينيين.
والتعريف الجديد لـ"عداء السامية" أقره التحالف الدولي لإحياء "ذكرى الهولوكوست IHRA" وبات معتمدا في العديد من دول العالم بما فيها بريطانيا، والذي يتكون من بيان مكون من 38 كلمة وأحد عشر مثالًا توضيحيًا "سبعة منها تتعلق بـ(إسرائيل)".
وبحسب التقرير فإن التعريف الجديد ظهر في المشهد السياسي داخل حزب العمال بعد حملة مُنسقة من قبل الجناح البليري (نسبة لتوني بلير الزعيم الأسبق لحزب العمال) في الكتلة البرلمانية للحزب (PLP) وبدعم ورعاية غير مباشرة من دولة الاحتلال الإسرائيلي وعدد من نواب حزب المحافظين الحاكم.
وأوضح التقرير أن الحملة هدفت آنذاك إلى إزاحة المشهد السياسي البريطاني بأكمله إلى اليمين بشكل أكثر، واستخدام التعريف الجديد لـ"معاداة السامية" كأداة رئيسية في منع الانتقادات الشديدة لـ(إسرائيل) وممارساتها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.
وأبرز التقرير إلى ما توصلت إليه هيئة المساواة وحقوق الإنسان البريطانية (EHRC) حول "معاداة السامية" في حزب العمال والذي تم نشره في نهاية أكتوبر 2020، الذي أدان الحزب واعتبره مسؤولا عن أعمال مضايقة وتمييز غير قانونية في قضايا لها علاقة بـ"معاداة السامية".
وقال رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني زاهر بيراوي إن الأزمة الداخلية في حزب العمال وما نتج عنها من قرارات وسلوكيات وما كشفته من توجهات عند القيادة الجديدة شكلت صدمة كبيرة للاشتراكيين واليساريين الذين شعروا بالاستهداف المباشر من القيادة الجديدة للحزب بزعامة ستارمر.
وأضاف بيراوي أن الأزمة الجديدة دفعت قواعد الحزب وقطاع الشباب والنقابات العمالية لحماية أنفسهم وحماية حرية التعبير لأعضاء الحزب وللمجتمع البريطاني ككل.
ورأي بيراوي أن "الطريق كما يبدو أمامهم طويل ويحتاجون لاستجماع كل أسباب قوتهم وحكمتهم في معركة تبدو مصيرية بينهم وبين الجناح اليميني في الحزب والمدعوم بشكل واضح من اللوبي الإسرائيلي، والتي من شأنها في حال نجحت مساعي ستارمر أن تغير في المبادئ والأسس الفكرية والتاريخية التي تأسس عليها الحزب وبالتالي قد تؤثر على وحدته وعلى برامجه وعلاقاته المستقبلية في بريطانيا".