فلسطين أون لاين

بخيط الصوف.. آية مغاري تُشَكِّل لوحات فنية

...
تصوير/ ياسر فتحي
غزة/ هدى الدلو:

وقت الفراغ الطويل في الحجر المنزلي دفعها للنبش مجددًا في موهبتها للبحث عما هو جديد في عالم الإبداع الفني ولتطويرها، فخطر ببالها استخدام الصوف المستخدم في صناعة السجاد وبعض مكملات الديكور، بطريقة ابتكارية جديدة بحيث تدمج "الغرزة الأجنبية" والهوية الفلسطينية، ونبعت فكرتها من حبها للخياطة والأعمال اليدوية وموهبة الرسم.

الشابة آية مغاري (22 عامًا)، من سكان مخيم البريج وسط قطاع غزة، تدرس إدارة الأعمال، وتبدع في عالم الفن التشكيلي منذ أعوام، وتعد ناشطة مجتمعية، وتعمل في مجال الأعمال اليدوية.

رفضت أن تقف عند حد الفن التشكيلي بل لجأت لتشكيل لوحاتها الفنية باستخدام خيط الصوف، فجسدت منه رسومات لشخصيات، ولمشاهد طبيعية وفنية.

تقول آية لصحيفة "فلسطين": "امتلك مهارة الفن والخياطة منذ صغري، ومنذ ثمانية أعوام تقريبًا أنشأت مشروع "نسيج" الذي يعتمد على استخدام خيط الصوف بطريقة ابتكارية وجديدة بحيث يُدمج فيها بين الغرزة الأجنبية والهوية الفلسطينية".

ومن هنا بدأت البحث في شيء جديد ينهي رتابة العمل التقليدي ، ليكون ابتكارها مصدر دخل لها في ظل الظروف الصعبة، فلجأت لتعلم شغل الصوف على الانترنت وواجهت صعوبات فيه لأن المهارات فيه محدودة جدًا، عدا أن الأدوات المستخدمة في صناعتها من الصعب أن تجدها"، كما تقول.

في مدة قصيرة استطاعت تعلمه كونها تملك بين يديها مهارة الخياطة، ما جعلها تتعمق أكثر فيها لكونها قابلة للتجديد والابتكار، فأقحمته في رسم الشخصيات، مضيفة: "كان الأمر صعبًا لكوني أود إتقان رسم التفاصيل بالخيط".

وترى آية أن الرسم باستخدام الصوف من "الطرق النادرة" في العالم، وفي غزة أيضًا لنقص الأدوات والإمكانات التي تحتاج إليها لذلك.

واستطاعت رسم شخصيات باستخدام الجرافيك باللونين الأبيض والأسود، ثم أظهرت ملامح وجهه باستخدام اللون الرمادي.

وتتابع آية: "الأمر معقد بعض الشيء، وصعب، لكوني أعتمد في رسم الشخصيات خيط الصوف، وكل عمل فني يحتاج مني لست ساعات متواصلة من العمل وقد تزيد، لذلك فالأمر يحتاج إلى تركيز ودقة وطول بال حتى ينتهي العمل بشكل تام".

وسبق أن خاضت تجارب رسم اللوحات الفنية، والمشاركة في بعض المعارض، وعملت على تطوير موهبتها بالحصول على دورات تتعلق بالفن التشكيلي المعاصر، ورسمت لوحات وفق رغبات زبائن لها وتم بيعها.

ذلك المشوار الفني الطويل لم يخلُ من دعم وتشجيع والديها، ومساعدة إخوتها لها بقدر استطاعتهم لأجل تخفيف ضغط العمل عنها.

وتذكر أنها تتميز عن غيرها بدمجها الإدارة مع خبرتها بالخياطة وموهبتها بالرسم، ما جعلها تخرج بـ"كوكتيل" هو عن مشروع ناجح من حيث الابتكار والدراسة الصحيحة والاستمرارية.

تطمح آية إلى أن تطور عملها وتكون لها بصمة خاصة تحوي كل تفاصيلها، وتكون لها علامة تجارية باسم "نسيج"، وتُنشئ ورشة خاصة تكون مصدر دخل لفريق نسائي، حالمة أن تصل أعمالها إلى النجومية على المستويين المحلي والعالمي.