25 دقيقة هي مدة اللقاء الذي تم بين ترامب وعباس, الذي تم استدعاؤه لواشنطن, لتقديم ما لديه من قضايا وطرحها أمام الرئيس الأمريكي, لكن مقابلها جهز ترامب قائمة من المطالب الأمريكية تتركز على ضرورة العودة للمفاوضات مع الاحتلال, دون شروط والموافقة على ما ستطرحه الولايات المتحدة, وبالحكم المسبق هي المطالب الإسرائيلية من عباس.
كي يأتي اللقاء بنتائج يقع على عباس أن يقدم بين يدي ترامب قربانًا من الإجراءات التي يعتقد أنه سينال بها الرضى الأمريكي, وقبلها الإسرائيلي, تتركز على عزل قطاع غزة والإقدام على إجراءات عقابية, يرى أن غزة تستحقها, طالما أنها خارج الشرعية القائمة على الطاعة لكل ما يصدر عن عباس من مواقف, وبينها القبول بحل الدولتين والتنازل عن كافة الثوابت الفلسطينية, وحصر القضية في حدود عام 1967 وفق ما أدلى به من خلال لقائه مع ترامب.
الجماهير التي خرجت في شوارع غزة وهتفت بصوت واحد موجهة صوتها نحو عباس أنه آن الأوان ارحل, ولم تعد تمثلني, هي الأصوات الأكثر وضوحا خلال السنوات الأخيرة, التي تطالبه بالكف عن تضييع القضية الفلسطينية والتوقف عن تقديم القرابين للاحتلال الإسرائيلي ووضع حد لجرائمه ضد غزة, من حصار وتضييق وقطع للأدوية والخدمات والاكتفاء بتحصيل الضرائب عن السلع والخدمات.
الفلسطينيون لم يعودوا ينتظرون كثيرًا نهاية عباس, حيث اعتقد البعض أنه قد يختتم حياته بوقفة صادقة, لكنهم تيقنوا أن الأمر قد انتهى, وحلمهم لن يتحقق في الوحدة والمصالحة في ظل ترؤس عباس للسلطة الفلسطينية, وستبقى الساحة الداخلية تغلي ومتوترة وتدفع ثمن الدكتاتورية التي يفرضها عباس على المؤسسات الفلسطينية, ويعيق الانتخابات.
لن يحصل الفلسطينيون من ترامب على أي إنجاز وإن مجرد اللقاء ليس إنجازا, بل عبئا على الساحة الوطنية, كما حدث في الأيام الأخيرة, وزادها توتراً ,ويتوقع أن يعود عباس لمواصلة خطواته العدائية الانتقامية من غزة, وتجاهل قضايا الأسرى ووقف مرتباتهم ومرتبات عائلات الشهداء والجرحى وخصم الرواتب وقطع الكهرباء وتعزيز التنسيق الأمني مع الاحتلال, وتسويق الأوهام بتعليق الآمال على الإدارة الأمريكية التي تؤكد دعمها للاحتلال, وبينه نقل السفارة الأمريكية للقدس ودعم الاستيطان.