قيل إن اللقاء الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تضمن نقاش مسائل فلسطينية ، حيث أبدى الطرف السعودي استعداده لتقديم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية وقطاع غزة من أجل استئناف المفاوضات مع الرئيس محمود عباس، والتوصل إلى " اتفاق مبدئي" ، كما أبدى الطرف الإسرائيلي استعداده للسماح للنظام السعودي بإدارة جمعيات خيرية في القدس الشرقية من أجل كبح نفوذ أردوغان والجمعيات الخيرية التركية في القدس.
تحركات رئيس وزراء العدو تأتي في الوقت بدل الضائع، وما هي إلا لإثبات أهمية استمرار وجوده على قمة الهرم السياسي في دولة الاحتلال، أي ان تلك التحركات تأتي في سياق حملته لانتخابات متوقعة، علما أن نتنياهو تضررت أجنحته بخسارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما ان وجود بايدن قد يقلّم مخالب ابن سلمان ويكسر أجنحته بشكل تام، فإذا كان اكبر حلم لدى ولي العهد السعودي هو انجاز مشروع المدينة العابرة للحدود "نيوم" فقد أضحى حلمه أن يتخلص من كابوس اغتيال خاشقجي ومطاردة " العدالة" له.
ما يهمنا في الموضوع هو التدخل الخليجي السلبي والسيئ في القضية الفلسطينية، ونحن على ثقة ان تلك الأنظمة لن تكون قادرة على زعزعة الموقف الفلسطيني الا في حالة واحدة، وهي موافقة الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير على عودة العلاقات الطبيعية مع النظام السعودي والإمارات رغم الجريمة التي اقترفتها الإمارات، وانا اعتقد ان العلاقات ستعود إلى طبيعتها وقد يُعلن عن ذلك خلال شهر على ابعد تقدير او خلال أسبوع كما هو متوقع.
اذا حدث ما نتوقعه فإن مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية وحمايتها من المطبعين والتمادي في جرائمهم تقع بالدرجة الأولى على الفصائل الفلسطينية الرافضة للمؤامرة، وكذلك على الشارع الفلسطيني، وخاصة ان الهدف الأول للمطبعين هو تهويد القدس بشكل كامل، فالرغبة في وجود الجمعيات السعودية والاماراتية في القدس كبديل عن الجمعيات الخيرية التركية من أجل تسهيل عملية تسريب الأراضي والعقارات الفلسطينية لليهود بوتيرة أعلى مما كانت تنفذه الإمارات بسرية تامة وبالاعتماد على وسطاء من العملاء.