يتوقع الإسرائيليون أن يبدأ وزير الحرب بيني غانتس وأركان المؤسسة الأمنية والعسكرية بعد إعلان السلطة الفلسطينية عن استئناف التنسيق الأمني، إجراءات ماراثونية لمناقشة تنفيذ الخطوة، وتبعاتها، دون استبعاد إسرائيلي لوجود احتمال بتوفر طلب فلسطيني لاستئناف المفاوضات معها، وعقد اجتماع بين غانتس ومسؤولين فلسطينيين.
وكشفت الأوساط العسكرية الإسرائيلية أنه بعد ساعات من إعلان السلطة الفلسطينية عن استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل، قرر غانتس دعوة كبار المسؤولين الأمنيين وجنرالات الجيش لبحث الآثار المتوقعة لهذا الانقلاب في موقف السلطة، بالتزامن مع وضع قيادة الجيش والمخابرات لخطة عمل لتجديد التنسيق بشكل آمن في الضفة الغربية.
يتوقع التقدير الإسرائيلي أن تنعكس هذه الخطة على العمل أمام لجنة التنسيق المدني التابعة للسلطة الفلسطينية، ولا تستبعد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إمكان تلقي طلب فلسطيني لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ضوء اتفاقية تجديد التنسيق الأمني الذي فاجأ مسؤولي الأمن الإسرائيليين، ويبدو أن كبار مسؤولي السلطة الفلسطينية يرغبون بالاستفادة من الزخم الذي أعقب انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة.
مع العلم أن الأسابيع الأخيرة شهدت استئنافًا لاتصالات الإسرائيليين والفلسطينيين التي توقفت في مايو، وعلى ما يبدو، هناك نوايا في إسرائيل والسلطة لإعادة العلاقات لما كانت عليه قبل قرار قطعها، وستستأنف في الأيام المقبلة المحادثات الجارية بين ضباط الجانبين.
صحيح أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية رحبت بالتجاوب الإيجابي الذي تلقته من السلطة الفلسطينية على مناشداتها بإعادة التنسيق الأمني، لكنها نسبت التغيير إلى الموجة الثانية من كورونا التي ضربت جانبي الخط الأخضر، وانتخاب بايدن رئيسًا للولايات المتحدة.
تعتقد وجهة نظر الإسرائيليين أن عودة التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية قد يقلل بشكل كبير من احتمال نجاح المصالحة بين فتح وحماس التي انطلقت في الأسابيع الأخيرة، ومع عودة التنسيق الأمني، من المتوقع أن تعتقل قوات الأمن الفلسطينية نشطاء حماس في الضفة الغربية مرة أخرى، مما يعني أن قرار استئناف التنسيق الأمني، وتحديدًا في هذا الوقت، يعني عمليًّا إفشال هذه المصالحة.
يعمل غانتس، وفقًا مسؤولين كبار في إسرائيل، منذ أسابيع عديدة لتجديد التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، بقوله: إن هذا ما كنا نطبخه معهم منذ عدة أسابيع، ونقل رسائل مفتوحة للفلسطينيين في اجتماع مع سفراء الاتحاد الأوروبي بالرغبة الإسرائيلية بتجديد التنسيق الأمني، واللقاء بهم قريبا.
في الوقت ذاته، فإن استئناف التنسيق الأمني مع إسرائيل تزامن مع صدور تلميحات في الأسابيع الأخيرة من رام الله مفادها بأنه إذا فاز الديمقراطيون الأمريكيون، فإنها ستعيد علاقاتها مع إسرائيل لما كانت عليه، وهو ما حصل فعلاً!