رأى مختصان في الشأن الإسرائيلي، أن إمهال كتائب القسام حكومة الاحتلال الإسرائيلي "24" ساعة للاستجابة لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام، "رسالة قوة تظهر امتلاكها ما يكفي من أوراق لإرغام الاحتلال على تبييض السجون من الأسرى عبر إبرام صفقة تبادل ثانية".
وأمهلت القسام في خطاب للناطق الإعلامي باسمها "أبو عبيدة"، أمس، حكومة الاحتلال 24 ساعة للاستجابة لشروط الأسرى المضربين، وإلا فإنها ستقوم بتحديث القوائم المرتبطة بصفقة تبادل الأسرى، بزيادة 30 أسيراً على القوائم مقابل كل يوم تتأخر فيه حكومة الاحتلال عن تلبية مطالب الأسرى.
وأجمع المختصان في اتصالين منفصلين لـ"فلسطين"، أن خطاب القسام يضع احتمالية اقتراب إبرام صفقة تحرير أسرى على غرار صفقة وفاء الأحرار بين الاحتلال والقسام، وأن الأخيرة أرادت من مهلتها لي ذراع الاحتلال عبر فرض شروط جديدة على غرار إضافة أسماء جديدة.
ذات بعدين
بدوره، قال المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، إن القسام لم تكن لتُمهل الاحتلال هذه المهلة إلا لأنها تمتلك ورقة قوة تتعلق بـ"الصندوق الأسود" الذي يحتفظ بداخله بالجنود المأسورين لديها، معتقدًا أن تحديد القسام أعداد الأسرى في المهلة يشير إلى أن هناك ملامح صفقة في الأفق.
وأوضح مرداوي أن هذه الرسالة ذات بعدين؛ الأول يتعلق برفع الروح المعنوية لدى الأسرى في سجون الاحتلال خاصة المضربين منهم عن الطعام، أما الثاني فيتعلق بالاحتلال وسعي القسام لتوجيه رسائل لتحشيد الرأي العام الداخلي للضغط عليه للخضوع لشروط المقاومة وصولًا لعقد صفقة تحرير أسرى ثانية.
وعن دعوته لأهالي الضفة الغربية للانتفاض في وجه الاحتلال وتفجير نقاط التماس معه، ذكر مرداوي أن الدعوة تمثل إعلانا صريحا لفشل الفعاليات الشعبية في دعم صمود الأسرى أو في تحقيق مطالبهم عبر الضغط على الاحتلال، مشددًا على أن الانفجار في وجه الاحتلال وحده كفيل بإرغامه على إنهاء معاناة الأسرى في سجونه.
يشار إلى أن نحو 1800 أسير فلسطيني يضربون عن الطعام في سجون الاحتلال لليوم السابع عشر على التوالي، للمطالبة بتحسين ظروف اعتقالهم المعيشية.
حرب نفسية
من ناحيته، أوضح المختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر أن الخطاب جاء في سياق الحرب النفسية التي تخوضها "القسام" على حكومة الاحتلال، وفي الوقت نفسه مثل رسالة دعم لصمود الأسرى المضربين عن الطعام وإمدادهم بالروح المعنوية المطلوبة لدفعهم للمضي في معركتهم ضد سجانهم حتى تحقيق مطالبهم.
وبين أن لغة القوة في الخطاب تظهر امتلاك القسام رسائل قوة حقيقية وليس فقاعات هوائية كما يروج له الاحتلال وحكومته، عادًّا أن توقيت الخطاب ذو صلة بإعلان "حماس" وثيقتها السياسية للتأكيد على عدم تغييرها لنهجها المقاوم المدافع عن الحق الفلسطيني.
ولفت أبو عامر إلى أن القسام تدرك أكثر من غيرها أن الضغط على الاحتلال لا يكون إلا بالقوة وهو ما دفعها لدعوة مواطني الضفة للانتفاض والاشتباك مع جنوده على طول خطوط التماس، معتبرًا أن دور الضفة في قضية الأسرى لم يرقَ للمستوى الذي يأمله الأسرى منهم.