فلسطين أون لاين

تقرير الأغوار.. حربٌ إسرائيلية صامتة على الأرض والزراعة

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري

تأخذ الحرب على الأغوار شرقي أريحا بالضفة الغربية المحتلة، أشكالًا عدة، فهناك أسنان الجرافات التي تقتلع الحياة في التجمعات السكنية، والمستوطنون الذين يستولون على ممتلكات المواطنين يوميًّا، ودوريات جيش الاحتلال التي تلاحق أصحاب الجرارات الزراعية لمنعهم من الحراثة وزراعة الأرض، وإجبارهم على ترك أراضيهم.

وأفاد موثق الانتهاكات في الأغوار عارف دراغمة باحتجاز قوات الاحتلال 4 جرارات زراعية من منطقة الحديدية، وهو ما يرفع عدد الجرارات المحتجزة خلال أقل من شهر 13 جرارًا، 9 منها في خربة ابزيق, مشيرا إلى أن سياسة الاحتلال في ملاحقة آليات المواطنين الزراعية واحتجازها تمثل خطرا حقيقيا على السكان والمزارعين.

ونبه دراغمة في حديثه لصحيفة "فلسطين" إلى أن سياسة الاحتلال تلك تؤدي إلى خلق أوضاع معيشية واقتصادية صعبة على المواطنين؛ لكون الجرار الزراعي الوسيلة الوحيدة القادرة على إيصال الخدمات لمربي الماشية والمزارعين لحراثة أراضيهم.

وأكد أن الاحتلال يشن حربًا على كل الأدوات المتاحة للمزارعين وأصحاب الأراضي، في حين يمتلك المستوطنون أدوات وجرارات زراعية ضخمة.

ولفت إلى أن أهالي الأغوار يعيشون تحت الضغط والحصار والملاحقة على الدوام، مطالبا بضرورة تحرك كل الجهات لإنقاذ الأغوار من حرب صامتة تنفذها دوريات "الإدارة المدنية".

وقال المزارع أبو ليلاس من الأغوار: "نحن أمام جريمة تنفذها دوريات الاحتلال ضد كل شيء في حياتنا، فهي لا تغادر المكان، ويأتون بسرعة إلى المكان المستهدف ومعهم كل الأدوات للمصادرة والهدم والاعتقال إذا كانت هناك مقاومة لأفعالهم. كل شيء متوقع من هذه الدوريات التي لا تتوقف عن التجوال بهدف العقاب والانتقام، فالأغوار أصبحت محرمة على أصحابها".

وأضاف أبو ليلاس لـ"فلسطين" أنه "مع كل هذه الحرب على الحراثة والحياة، فإننا لن نرفع الراية البيضاء في الأغوار، فهنا حياتنا ولن نرحل عنها مهما كانت الضغوط والملاحقات، فنحن نعيش بين عجلات الدوريات العسكرية وجنازير الدبابات وعربدات المستوطنين في المكان".

وتعليقا على ذلك، قال المهندس الزراعي رائد بغدادي الذي يجوب الأغوار يوميا، إن الحرب على الجرارات الزراعية لها أبعاد خطرة على أصحاب الأراضي الذين يعتبرونها الأداة الرئيسة في حياتهم، موضحا أنها وسيلة نقل لقضاء احتياجات السكان ومواشيهم، وأداة للزراعة ونقل المنتوجات الزراعية في ظل الطرق الوعرة، كما أنها تعد الركن الأساسي لأصحاب الماشية في مهنتهم.

وذكر بغدادي لـ"فلسطين"، أن مصادرة الجرار الزراعي ينجم عنها تعطيل زراعة مئات الدونمات في موسم الشتاء، حيث يتم تهيئة الأرض من أجل الزراعة الشتوية، في حين يتعمد الاحتلال مصادرتها في هذه الأوقات المهمة التي ينتظرها أصحاب الأرض على أحر من الجمر.

وأضاف أن الاحتلال لا يسمح للمزارعين باستغلال أراضيهم، بزعم إجرائه تدريبات عسكرية في المنطقة يتعمد خلالها تدمير مساحات كبيرة من أراضيهم ومصادرة جراراتهم الزراعية، وتخريب محاصيلهم بجنازير دبابته.

يشار إلى أن مساحة الأغوار تصل إلى مليون دونم، يسيطر الاحتلال على 80% من المساحة الكلية، ويلاحق المواطنين على ما تبقى من أرض وخصوصا في الفترة الانتقالية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي من المفترض انتهاؤها يناير/ كانون الثاني المقبل.