مع استمرار تسجيل مصابين جدد بفيروس كورونا يوميًّا، قررت وزارة الصحة في قطاع غزة البدء في تنفيذ سياسة العزل المنزلي للمصابين، واستثنت من ذلك من تستلزم حالتهم الصحية رعاية طبية خاصة حيث سيعزلون ويعالجون في المؤسسات الصحية، وأيضًا من لا تتوفر لديهم الظروف المناسبة لإتمام العزل المنزلي حيث سيعزلون في مراكز مخصصة لذلك.
ويوجه اختصاصي أمراض الباطنة والكلى د. رامي مطر نصائح بشأن تطبيق المصابين والجمهور لقرار "الصحة" الذي أعلن في الـ14 من الشهر الجاري، مبينًا أن الحجر المنزلي يجب أن تتوفر فيه مواصفات معينة كأن تكون غرفة الشخص المصاب معزولة عن باقي أرجاء البيت، وتدخلها أشعة الشمس والهواء النقي، وإضاءة جيدة.
وفي حديث مع صحيفة "فلسطين"، يشير مطر إلى أن من الأفضل عزل المصاب بفيروس كورونا بغرفة بمفرده، وتخصيص الأدوات الشخصية له مثل الأطباق والمناشف، وعدم مشاركتها مع الآخرين، كما ينصح بتخصيص مرحاض إن أمكن، وفي حالة المشاركة معه يجب الحفاظ على نظافته طوال اليوم وتهويته جيدًا، مع إبقاء شفاط الهواء يعمل لأطول مدة ممكنة لتجديد الهواء.
ويبين أنه ينبغي عدم استخدام المرحاض بعد مصاب كورونا مباشرة، بل يجب تطهير الحمام بالكامل بالكلور أو المعقمات، لا سيما جميع الأدوات التي استخدمها المصاب، وعلى الأخير أن يحرص على عدم لمس الأسطح قدر المستطاع.
أما بالنسبة للرعاية الطبية، فيلفت مطر إلى أن المصاب إذا لم تظهر عليه أي أعراض، يمكنه الاعتماد على بعض الفيتامينات والسوائل الدافئة، وبعض المسكنات كالباراسيتامول، وإذا وجدت أعراض كارتفاع في درجات الحرارة وصعوبة في التنفس وسعال شديد فيفضل له التواصل مع طبيبه الخاص، أو مباشرة مع وزارة الصحة على الرقم الساخن الخاص بمنطقته.
إرشادات
وكانت دائرة التثقيف الصحي بوزارة الصحة أصدرت نشرة توعوية وإرشادات وقائية للأشخاص في العزل المنزلي، مؤكدة أن الإصابة بمرض كوفيد-19 ليس عيبًا ولا وصمة عار.
ويقول مدير دائرة التثقيف وتعزيز الصحة بالوزارة د. معين الكريري: "إن المصاب داخل العزل المنزلي يمنع من الخروج نهائيًّا خلال فترة العزل، ويجب على جميع أفراد الأسرة البقاء في المنزل، وألَّا يسمح بقدوم الزائرين، والالتزام بتعليمات وزارة الصحة والفريق الطبي المعالج".
ويبين ضرورة الالتزام بجرعات الدواء إذا وصفت للمريض، وأن تُختار غرفة منفصلة عن باقي أفراد الأسرة، ويفضل أن تكون مع حمام منفصل، على أن يتم تهويتها بانتظام، وإذا لم يتوفر حمام منفصل يجب التأكد من تنظيفه جيدًا بالكلور المخفف بعد كل استخدام.
وينبه الكريري لضرورة عدم الاختلاط مع بقية أفراد الأسرة في المنزل، واستخدام الهاتف في حال كان بحاجة إلى التواصل مع أي شخص آخر في المنزل أو النداء عن بعد، والسماح لفرد واحد فقط من أفراد الأسرة برعايته وخدمته، ويتوجب عليه ارتداء الكمامة كلما دخل إلى الغرفة.
وينصح بالمحافظة على مسافة 1-2 متر بين المصاب ومن يقدم له الرعاية مع ارتداء للكمامة، والتأكد من غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار، واستخدم المحارم عند السعال أو العطس والتخلص منها في سلة مهملات مغطاة بكيس بلاستيكي ومحكمة الإغلاق، أو باستخدام ثنيه الذراع.
ويتابع الكريري: "يتعين تجنب مشاركة الأدوات المنزلية أو الشخصية مع الآخرين مثل أواني الأكل أو فرشاة الأسنان أو الملابس أو الوسائد أو المناشف وخلافه، والتأكد من غسل أواني الأكل والأدوات والمفروشات والمناشف والملابس وكل ما تستخدمه بشكل منفصل عن أدوات وملابس بقيه أفراد الأسرة".
ويوضح ضرورة تنظيف وتطهير الأسطح والأغراض المستخدمة مرة واحدة على الأقل يوميًّا، مثل مقبض الباب والطاولات والجوال والنظارة وكل ما تلمسه اليد، وعدم مشاركة الطعام مع أفراد الأسرة، والحصول على تغذية جيدة وشرب كمية كافية من الماء، وقسط كافٍ من النوم والراحة.
ويشير إلى أهمية الحفاظ على ممارسة نوع مفضل من الرياضة داخل الغرفة، وإشغال الوقت بأنشطة محببة كالقراءة والكتابة، واستمرار التواصل مع الأهل والأصدقاء عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي.
ويؤكد ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي فهو يساعد في رفع المناعة ومقاومة الأمراض، والامتناع عن التدخين والتقليل من المنبهات.
وفي حال ظهور أعراض صحية مثل ارتفاع في درجة الحرارة أكثر من 38 درجة، وزيادة عدد نبضات القلب أكثر من 110 في الدقيقة، وعدد مرات التنفس أكثر من 25 مرة في الدقيقة مع ضيق أو صعوبة في التنفس يتعين طلب المساعدة الطبية، والاتصال على الرقم المجاني 103.