مع بدء العد التنازلي لتنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، تتصاعد في "إسرائيل" المطالب بألا تتخذ إجراءات من شأنها إثارة الغضب في الإدارة الديمقراطية الجديدة، ومن ناحية أخرى، الاستفادة من الوقت المتبقي حتى تغيير الإدارة في تعزيز التحالفات الإقليمية القائمة.
تتحدث المحافل الإسرائيلية أن وصول بايدن للبيت الأبيض يتعين عليها تعديل سياستها وفقًا لما ترغب إدارته في قبوله، ومن ضمن ذلك ألا تعلن عن تنفيذ بعض أجزاء خطة الضم على الضفة الغربية بموافقة الرئيس الخاسر دونالد ترامب، أي في الفترة الانتقالية بين نهاية ولاية ترامب وتنصيب بايدن.
يتذرع الإسرائيليون أن لديهم سابقة تاريخية في هذه الفترة الزمنية الضيقة، فقبل أربع سنوات فقط، بين فوز ترامب في الانتخابات ودخوله البيت الأبيض، أجرى باراك أوباما تصويتًا في مجلس الأمن، ولم يستخدم حق النقض، وصدر قرار رقم 2334 الذي ينص على أن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية غير شرعية.
مع العلم أن تطبيق خطة الضم على الضفة الغربية خلال الشهرين المقبلين دون تنسيق مع بايدن قد يزعجه بشكل كبير، لأنه قد يضغط على الحزب الديمقراطي لاعتبار الخطوة الإسرائيلية غير شرعية، لأن هذا الحزب اليوم ليس كما تعرفه "إسرائيل" قبل ثماني سنوات، حيث خضع لتغييرات جوهرية في مواقفه من "إسرائيل" ردًا على سياسات ترامب، الداخلية والخارجية التي انتهجها.
تذكر المحافل الإسرائيلية في واشنطن أن المواقف الداعمة للفلسطينيين على حساب "إسرائيل" تفاقمت داخل الحزب الديمقراطي، وزادت قبضتها على دوائره، وهناك حديث بالفعل عن إعادة فتح مكاتب منظمة التحرير في واشنطن، ونقل أنشطة السفارة الأمريكية من القدس إلى تل أبيب.
من الخطوات التي يتوقع أن تقوم بها "إسرائيل" في هذه الأيام إجراء اتصالات فورية مع الإمارات والبحرين والسودان والسعودية ومصر، لإنشاء تحالف إقليمي جديد، وفي مثل هذا التحالف، قد تعطي هذه الدول لـ"إسرائيل" الضوء الأخضر، أو الاتفاق الضمني لتطبيق سيادتها على الضفة الغربية، قبل أن تصبح تحت رحمة إدارة بايدن.
تتوقع "إسرائيل" أن تعاونها مع الأمريكيين، بجانب خمس دول عربية، سيعزز بشكل كبير موقفها جميعاً، ما قد يستدعي منها ومن حلفائها ضرورة العمل، والتأكيد أن هذا التحالف لن يكون مفيدًا في القضية الإيرانية مع الولايات المتحدة فقط، بل في قضايا أخرى يمكن للحلف المساعدة في حلها.
الخلاصة أنه إذا ظهر هذا التحالف الإسرائيلي الإقليمي على مسرح المنطقة، فقد يزداد ثقله بنظر إدارة بايدن، سواء من حيث تعاون أعضائه، أو قدرتهم على الظهور كهيئة موحدة أمام الإدارة الأمريكية، لكن ذلك لا يعني أن الطريق معبدة أمامه في ظل إمكانية نشوء تطورات إقليمية غير متوقعة من قبل "إسرائيل" والولايات المتحدة على حد سواء.