عودة إلى نقطة الصفر ليس بالمصطلح الذي دشنه القسام في حرب ٢٠١٤م، ولكن من حيث اعتراف السلطة بموظفي غزة، حيث تصر السلطة على عدم الاعتراف بهم كموظفين شرعيين في الوظيفة العمومية، وتعتبرهم موظفين عند حماس، وتعلن أنها ليس لديها استعداد لدمجهم أو دفع رواتبهم، وبهذا نعود إلى نقطة الصفر التي تلت اتفاق الشاطئ.
لقد رفضت حماس إملاءات السلطة في رام الله فيما يتعلق بالموظفين وهي تصر على أنهم جزء أصيل من الوظيفة العمومية، وحل مشكلتهم هو جزء أصيل من عملية الحل الموضوعي للمشكلة، وتساعد بلا شك على إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة.
وفي نظرة أعمق يمكن القول إن السلطة ربما تلقت دعما من اجتماع البحر الميت كما تقول بعض المصادر، وكذا من جهات أجنبية أميركية للتضييق على حركة حماس في غزة وربما على الفصائل الأخرى التي لا تعترف بإسرائيل، دون اعتبار لأثر هذا التضييق على السكان، ومن ثم ارتفع صوت السلطة بالتهديد والوعيد، والمضايقة المالية، ومحاولة حشر حماس وغزة في خانة ضيقة، من خلال مشكلة الكهرباء وغيرها من المشاكل التي تتوالى على أبناء القطاع دون جريرة، غير جريرة تمسكهم بالمقاومة والصمود، باعتبارهما المشروع البديل لكارثة أوسلو التي تكشفت عيوبها للقاصي والداني بعد عقدين من توقيعها.
إن صمود شعبنا في غزة يعطينا الأمل بغدٍ أفضل. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت، وكنت أظن أنها لن تفرج، إن صمود غزة لسنوات طويلة تحت الحصار هو صمود يجدر بكل فلسطيني وعربي أن يفتخر به، بعد أن أعادنا الرئيس عباس إلى نقطة الصفر التي في اتفاق الشاطئ.