فلسطين أون لاين

لا تفاوض مباشر بين المقاومة والعدو

بين الحين والآخر يتم إثارة موضوع التفاوض المباشر بين حماس والعدو الإسرائيلي، أحيانا بسبب وجود اشاعة عن "دردشات" من خلف الكواليس بين العدو وحماس، واحيانا بسبب انحياز الوسيط في المفاوضات غير المباشرة الى الجانب الإسرائيلي كما حدث اكثر من مرة في مفاوضات وقف اطلاق النار في الحرب الاخيرة على غزة او قبلها في مفاوضات صفقة وفاء الاحرار، واليوم يثار الامر مرة اخرى من قبل بعض محبي حماس وانصارها في سبيل التخلص من الضغط الذي تمارسه السلطة على حركة حماس في غزة.


ثبت بعد تجربة منظمة التحرير على مدار اكثر من عقدين من الزمن أن التفاوض السياسي مع (إسرائيل) أشبه بالحرث في الماء، فمنظمة التحرير اعترفت بشرعية الاحتلال والتزمت باتفاقية أوسلو وخطة خارطة الطريق وبكل الاتفاقات وما زال الاحتلال يحاصر السلطة الفلسطينية سياسيا واقتصاديا، ويزرع الضفة الغربية والقدس بالمستوطنات والمعابد اليهودية، ولم يكتف المحتل بتلك التنازلات بل وقد وصل الامر الان للضغط على السلطة الفلسطينية الى قطع المخصصات المالية لفصائل منظمة التحرير باعتبارها منظمات ارهابية، وكذلك محاولة وقف المساعدات عن أسر الشهداء والجرحى والأسرى، ولو نفذ الجانب الفلسطيني كل مطالبها فإنها لن تكتف بطلب المزيد من التنازلات حتى نبدل هويتنا وديننا لانهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم أو أن نكون اقوى منهم فنردهم الى صوابهم ونعيدهم من حيث أتوا.


دولة الاحتلال (إسرائيل) تتمنى لو توافق حماس على مفاوضات مباشرة حتى لو لم يكن هناك أي شرط لتلك المفاوضات، ولكنها تكون قد كسرت اول حاجز بينها وبين المقاومة الفلسطينية، ولكن بالنسبة لحركة حماس ليست معنية بمفاوضات مباشرة فالمفاوضات المباشرة مع العدو لها شروطها وهي من وجهة نظري، 1- أن تكون المقاومة في موقف قوة او انتصار 2-عدم وجود وسيط عربي او اسلامي نزيه لا يعقد المفاوضات ولا يزيد الشروط على المقاومة 3- ان تكون المفاوضات على ارض غير عربية او اسلامية 4- عدم افساد ما اباحه الشرع من مفاوضات مع العدو بمحرمات كالتنازل عن حقوق الشعب او الاعتراف بشرعية المحتل لأي شبر من فلسطين 5- أن تكون اهداف المفاوضات مشروعة وضرورية وان يكون سقفها الزمني محددا 6- أن تكون هيئة المفاوضات والمفاوضين دالة على انها بين اعداء وليست بين اصدقاء او احباب.

الحديث هذه الايام عن امكانية مفاوضات مباشرة بين المحتل وحماس لا يتوافق مع الشروط السابقة وفيه انتقاص من قيمة حماس؛ لأن الظروف الحالية هي اقرب الى الانفجار في وجه المحتل الإسرائيلي منها الى التفاوض معه.