فلسطين أون لاين

مستقبل الاستيطان على أجندة بايدن

ما زالت التحديات الإسرائيلية تترى عقب فوز جو بايدن في الرئاسة الأمريكية، وآخرها ما قد تشهده مشاريع الاستيطان التوسعية، بعدما دأب المستوطنون الإسرائيليون على تلقي شيكات مفتوحة من الرئيس الخاسر دونالد ترامب، وكأن لسان حال قادة المستوطنين يخاطبون رئيسهم نتنياهو: "رحل صديقك ترامب، ولعلك ستتبعه".

اللافت أنه بينما تعلق المستوطنون بترامب، فإنهم يتحدثون الآن عن الحاجة لإقامة حقائق على الأرض، قبيل تنصيب بايدن في يناير القادم، وبجانب الضربة التي تلقتها المصالح المشتركة بين دونالد ترامب وزعيم المستوطنين بنيامين نتنياهو، اللذين أصبحا كيانًا سياسيًّا واحدًا في السنوات الأربع الماضية، فسوف تتعرض صورة الأخير أيضًا لضربة أخرى.

فوز بايدن في الانتخابات سيضع "إسرائيل" أمام نتائج قطعها للعلاقات مع الحزب الديمقراطي، عقب الثمن الذي ستدفعه، لأنها راهنت على الحصان الخطأ، رغم أن ترامب أخضع السياسة الأمريكية لرغبات نتنياهو، واعترف بشرعية المستوطنات، وحافظ على القدس المحتلة بزعم أنها "موحدة تحت الاحتلال"، ونقل سفارته إليها، حتى إنه نسق تحركاته الكبيرة مع جدول انتخابات نتنياهو.

لقد حصل نتنياهو على اعتراف أمريكي بالسيادة على القدس والجولان المحتلتين، لكن بايدن لن يوزع هذه الهدايا الانتخابية المتطابقة مع برنامج الليكود، ولن يتصرف بنفس الشدة التي اتبعها ترامب ضد الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان، ومحكمة العدل الدولية في لاهاي، ولن يكون هناك "نيكي هيللي"، السفيرة الأمريكية السابقة بالأمم المتحدة، الداعمة الرئيسية لـ"إسرائيل" في المنظمة الدولية.

في الوقت ذاته، تثير الساحة الفلسطينية قلق قادة المستوطنين، فصفقة القرن الخاصة بترامب، التي عارضها الكثيرون منهم، تبدو لهم اليوم حلما يتراجع، ويخشون أن بايدن سيعيد الفلسطينيين إلى وسط الخريطة، ويعود إلى حل الدولتين على أساس حدود 1967، والجميع واثقون أنه سيمنح الفلسطينيين الـ500 مليون دولار التي سرقها ترامب منهم، وتفعيل القنصلية الأمريكية بشرق القدس لصالح الفلسطينيين.

وجاء لافتاً أنه عشية الإعلان عن فوز بايدن، وافقت الإدارة المدنية الإسرائيلية على بناء 5400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، ويتعلق الأمر بتوسيع مستوطنات الكتل الكبرى، وكذلك في أعماقها، خاصة مستوطنات: بيت إيل، كارني شومرون، كوخاف يعقوب، شيما، ميتساد، بيتزال، معاليه أفرايم، نوكديم، كفار أدوميم، تلمون، إفرات، وجبل غيلو، وبلغة إجمالية، فإن المباني الجديدة والمضافة ستضم ثلاثين ألف مستوطن جديد سيغمرون المنطقة.

هذا الضم الزاحف مستوحى بالطبع من اعتراف إدارة ترامب بشرعية المستوطنات في الضفة الغربية، والتأثير الإنجيلي على الإدارة الحالية واضح بشكل جيد هنا، وقد لا يتكرر الأمر ذاته في ظل إدارة بايدن، ورغم أنه من غير المرجح أن يتم إلغاء التصاريح الآن، فقد تحدث زعماء المستوطنين عن الحاجة إلى قرارات خاطفة قبل أن يدخل بايدن البيت الأبيض.