فلسطين أون لاين

الأكاديمية الإسرائيلية تعاني نزيفًا لافتًا

رغم الصورة النمطية المأخوذة عن المنظومة الأكاديمية الإسرائيلية بتقدمها قياسَا بنظيراتها في المنطقة، لكن الآونة الأخيرة شهدت صدور اعترافات إسرائيلية، ومن أوساط رفيعة المستوى، تفيد بتدهور أوضاع هذه المنظومة وفقًا للمعايير الدولية.

تحمل الاعترافات الإسرائيلية تحديدًا لأهم مشكلتين في الأكاديمية الإسرائيلية معروفتين ومتفق عليهما، أولاهما الإدارة المالية، التي ابتليت بها بعض المؤسسات التعليمية بعجز ضخم متراكم، وثانيتهما المستوى التعليمي المنخفض الذي يزعج الأكاديميين، بما فيه مشكلة البحث العلمي، مع أن الأخبار السيئة القادمة من الأوساط الجامعية الإسرائيلية المنعكسة في العديد من المؤشرات الدولية، تفيد بأن حالة البحث العلمي الأكاديمي في "إسرائيل" تتدهور في العقد الأخير مقارنة بنظيراتها حول العالم.

لمزيد من التوضيح فإن الكليات العلمية الإسرائيلية (الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وعلوم الكمبيوتر والرياضيات) كانت في السابق رائدة بين نظيراتها حول العالم، إلا أنها تشهد في العقد الأخير تحديدًا تراجعًا كبيرًا، وصورة هذا التدهور تظهر مع صدور جملة تقارير إسرائيلية مفصلة ومثيرة للقلق في "إسرائيل"، وتفيد بأن الفشل الأكاديمي الإسرائيلي يتضاعف ويتضاعف، وأظهر تدهورًا في ترتيب المؤسسات الجامعية الإسرائيلية.

صحيح أن تصنيف "إسرائيل" ضمن مؤشرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد ما زالت تحافظ على نفسها، لكن جودة البحث العلمي فيها تقترب من جودة فريق كرة القدم من الدرجة الثانية والثالثة، وهذا التصنيف إسرائيلي، وليس لكاتب السطور، كما أن مؤشر جامعة ليدن، أكدت أن البحث العلمي الإسرائيلي يشهد تدهورًا متزايدًا.

أحدث البيانات الإحصائية حول العالم بين 2015-2018 تعرض الصورة التالية: في العلوم الفيزيائية والهندسة يتصدر معهد التخنيون المرتبة 151، تليه جامعة تل أبيب بترتيب 298، بن غوريون 327، ومعهد فايتسمان 335، والجامعة العبرية 339، وبار إيلان 565، وحيفا 1132.

وفي علوم الرياضيات والكمبيوتر، فالترتيب على الشكل التالي: التخنيون 88، تل أبيب 150، بن غوريون 179، بار إيلان 338، الجامعة العبرية 341، حيفا 543، معهد فايتسمان 573.

يظهر الغوص أكثر في المزيد من البيانات والمؤشرات أن الوضع الأكاديمي الإسرائيلي في الماضي كان أفضل، وأي فحص جدي له يكشف عن اتجاه تدهور نسبي لوحظ على مر السنين. ومن أجل تبسيط الأمور، فإن "إسرائيل" تواجه صعوبة في العثور على من يدعي أن لديها أفضلية عالمية في المستوى الأكاديمي.

مشهد آخر لما تعانيه الأكاديمية الإسرائيلية ورؤساؤها أنهم لا يفشلون إداريًّا فحسب، بل ينكرون الحقائق أيضا، ويزيفون البيانات، ويضللون الجمهور والمستوى السياسي، والعديد من الظواهر الأخرى الخطرة.

الخلاصة أن الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية تتحجر وتتدهور، وقادتها المفتقرين للقدرات والمهارات مسؤولون عن إنفاق المليارات من الميزانيات، دون مسؤولية وشفافية ورقابة، وبينما يمر عالم العلوم بتغيرات هائلة، فلا تزال لجنة الموظفين في الأكاديمية الإسرائيلية تفشل بالتمييز بين العلوم الطبيعية والمجتمع والإنسانيات.