بينما تخرج هذه السطور إلى حيز النشر، يواصل الإسرائيليون التحديق في النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الأمريكية التي قد تخرج في هذه اللحظات، من حيث متابعة مواقف مرشحَي الرئاسة دونالد ترامب وجو بايدن، ومعرفة مدى التزامهما بأمن (إسرائيل).
يعتقد الإسرائيليون أن المرشحين يتصرفان بشكل مختلف، ورغم "الدم السيئ" بين بايدن ونتنياهو، لا يتوقع أن يلغي الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، والسيادة على الجولان، فضلًا عن التزامه بالحفاظ على تفوقها العسكري.
ترى المحافل الأمنية والسياسية الإسرائيلية أنه سواء انتخب بايدن أم ترامب، فإن موقفهما تجاه أمنها، ومكانتها الدولية، لن يختلف كثيرًا، فالتزامهما عميق تجاه وجودها دولةً يهوديةً في المنطقة العربية.
بصرف النظر عن الترقب الإسرائيلي للموقف الأمريكي المتوقع تجاه إيران بعد معرفة هوية ساكن البيت الأبيض، هناك مجالات رئيسة أخرى تتعلق بطبيعة سياسة ترامب وبايدن تجاه القضية الفلسطينية والمستوطنات وسلوك (إسرائيل) الأمني بالضفة الغربية، والخطوط العريضة المحتملة لحل الصراع، وسياسات بيع الأسلحة والمنصات والأسلحة العالية التكنولوجيا المبتكرة لدول المنطقة، والموقف من الأمم المتحدة.
يمكن الافتراض أن إدارة ترامب ستنتظر بصبر حتى يترك الرئيس الفلسطيني الساحة، وتنتهي صراعات خلافته، في حين يبذل صهره كوشنير المزيد من الجهود لإضافة المزيد من الدول العربية إلى اتفاقات التطبيع، كي تأتي قيادة فلسطينية جديدة، مدعومة من معسكر عربي "معتدل"، يعيدها للجلوس على طاولة المفاوضات مع (إسرائيل).
في غضون ذلك، قد يجمد الاستيطان، ولن يكون ضم في الضفة الغربية، مع أن بايدن لن يلغي الخطوات التي اتخذتها إدارة ترامب باعترافها بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، والسيادة على مرتفعات الجولان، لكن المتوقع أنه إذا كان بايدن رئيسًا، ونتنياهو رئيسًا لوزراء (إسرائيل)؛ فسنعود إلى عهد باراك أوباما.
على الصعيد العسكري، قد تستفيد (إسرائيل) من أي رئيس قادم للبيت الأبيض، ترامب أو بايدن، لأنه يمنحها تعويضات ومزايا في أربعة مجالات: أولها تجنب الموقف الذي ستتفاجأ فيه (إسرائيل) عسكريًّا بأنظمة القوة الجوية التي ستباع لدول الخليج، وثانيها الموافقة على مشاركة (إسرائيل) في أنظمة الاستخبارات والإنذار الأمريكية، وثالثها الاتفاق الأمريكي على مشاركة (إسرائيل) في تقنيات التسلح والهجوم، وبيعها حصرًا لـ(إسرائيل) بعد تطويرها، ورابعها مساعدة (إسرائيل) في الحصول على طائرات إف35 وإف15 بشكل أسرع إذا طلبتها في المستقبل.
الخلاصة أنه حتى لو كان الانتصار الانتخابي الأمريكي واضحًا في الساعات القادمة، ولم يتطور إلى معركة قانونية، فإن النظرة الإسرائيلية ترى أن الولايات المتحدة ستظل منقسمة ومستقطبة مدة طويلة بين معسكرين يكره كلٌّ منهما الآخر، ومرجح أن يتردد الرئيس المنتخب باتخاذ قرارات غير شعبية في قضايا مصيرية، خوفًا من رد فعل الجمهور.