بالتزامن مع الموافقة الإسرائيلية على البيع الأمريكي لطائرات إف35 المقاتلة للإمارات، كأحد استحقاقات تطبيع علاقاتهما، تقدمت تل أبيب بجملة مطالب من واشنطن للحفاظ على ما تسميه التفوق النوعي العسكري أمام دول المنطقة.
تمنح الميزة العسكرية النوعية لـ"إسرائيل" فرصة لأن تكون مختبرا حصريا للصناعات الدفاعية الأمريكية وأنظمة الأسلحة المتقدمة، التي تعزز أمنها القومي، وفي الوقت ذاته المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة.
كما أن هذا التفوق النوعي العسكري لـ"إسرائيل" يساعدها على ترقية قدراتها، ويعزز أداءها كقاعدة أمامية أمريكية في نقاط جيو- إستراتيجية متفجرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا والبحرين المتوسط والأحمر والهند والخليج العربي.
فضلًا عن ذلك، فإن التفوق النوعي العسكري لـ"إسرائيل" يزيد صادراتها، ويوسع قاعدة التوظيف الأمريكية، وفي الوقت نفسه، ينقل الدروس العملياتية للولايات المتحدة الساعية لترقية قدرتها على المناورة، بجانب تعطيل وإحباط تحركات إيران وتركيا والإخوان المسلمين وحزب الله وحماس وغيرهم من المناهضين للولايات المتحدة في المنطقة.
يرفع هذا التفوق العسكري النوعي لـ"إسرائيل" من مستوى قوة الردع، وبالتالي يقلل عدد التفجيرات العنيفة في الشرق الأوسط، وقد تتحول لصراعات إقليمية وعالمية، وفي الوقت نفسه، يشجع تحديث قوة الردع الإسرائيلية الأنظمة العربية المعتدلة نسبيا على اختيار مسار السلام الذي تقوده الولايات المتحدة.
يدفع التفوق العسكري الإسرائيلي واشنطن لتقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط، مع الاستفادة من الردع الإسرائيلي لكبح أعدائها، وقد أدت مساهمة إسرائيل في المصالح الأمنية والاقتصادية الأمريكية، إضافة لمكانتها القوية بين غالبية الجمهور والمشرعين هناك، لسن تشريع يطالب الرئيس بتقديم تقرير سنوي للكونغرس حول صادرات الأسلحة للشرق الأوسط، للحفاظ على الميزة العسكرية النوعية لـ"إسرائيل".
من أجل ما تقدم، فإن أي موافقة أمريكية على تصدير الأسلحة وأنظمة الدعم لدول الشرق الأوسط، باستثناء "إسرائيل"، تسعى الأخيرة لأن يتضمن أي قرار بأن الصادرات الأمريكية لن تقوض ميزة الاحتلال العسكرية النوعية، وسيجري الرئيس الأمريكي بشكل منهجي تقييمًا موجّهًا بالخبرة والجودة للحفاظ على هذا التفوق النوعي العسكري.
يحافظ الالتزام بالقانون الأمريكي على ميزة "إسرائيل" العسكرية النوعية، وبالتالي تعزيز المصالح الأمريكية، وربما تقليل قواتها العسكرية في الشرق الأوسط، وسيؤدي عدم الامتثال لهذا التفوق إلى تآكل الردع الإسرائيلي، لكنه يتطلب الاقتناع الإسرائيلي بأن الالتزام الأمريكي بضمان التفوق العسكري للاحتلال "ليس حجر الزاوية للأمن القومي الإسرائيلي".
يبقى احتمال لا تخطئه العين مفادها أن تميز السلاح الأمريكي الذي يملكه الاحتلال الإسرائيلي مقارنة بما لدى الدول الأخرى، يتزامن مع ما قطعته دول أخرى في المنطقة وحول العالم مثل الصين وروسيا ودول أوروبية من أشواط كبيرة في التقدم التقني بالصناعات العسكرية، مما يضع تحديات أخرى أمام التفوق العسكري الإسرائيلي.