فلسطين أون لاين

​مع تواصل إضراب الكرامة

التوتر والإرباك يخيم على عائلات الأسرى

...
أهالي الأسرى (أرشيف)
قلقيلية - مصطفى صبري

تعيش عائلات الأسرى المضربين عن الطعام في سجون دولة الاحتلال أجواء في غاية التوتر والإرباك والخوف، على حياة أبنائهم ومصيرهم سيما وأنهم منذ السابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي مضربون عن الطعام، وجل اعتمادهم لا يخرج عن رشفات ماء ممزوجة بملح الطعام.

منال يونس من قرية سنيريا جنوب قلقيلية، شقيقة الأسير عثمان يونس المحكوم أربعة مؤبدات ويعاني من عدة أمراض مزمنة نتيجة تعرضه لعمليات اغتيال على يد سلطات الاحتلال قبل اعتقال تقول: "في هذا الاضراب حالنا في غاية الحزن والسوء، فوالدتي لا تأكل الطعام متضامنة مع شقيقي، وقد بتنا أمام خوف وتوتر على حياة أخي في الأسر وعلى حياة أمي معًا".

وتضيف لصحيفة "فلسطين" أن حال أمها الرافض لتناول الطعام، ليس الوحيد في العائلة، إذ إن باقي أفراد الأسرة ومنذ بدء "إضراب الكرامة" للأسرى في السجون لم يعودوا يلتقون على مائدة الطعام قط، أو ينتظمون كما جرت العادة على الالتقاء والتسامر، مشيرة إلى أن "الاضراب عن الطعام في سجون الاحتلال شل حياتنا".

ولفتت يونس إلى أن النمط العام للعائلة بات غير طبيعي في حالة الأكل والشرب وحتى في الأشياء الأخرى، وأن أكثر ما يقلق العائلة إمكانية حدوث مكروه لشقيقها وهو يمضي في إضرابه مع بقية الأسرى عن الطعام.

أما في منزل الأسير محمد عادل داود في مدينة قلقيلية، المحكوم بالسجن المؤبد وأمضى لغاية الآن (30 عاما), في سجون الاحتلال، يقول شقيقه وائل داود: "منذ اعلان الاضراب ونحن في حالة طوارئ في البيت، ونخشى عليه كون حالته الصحية لا تقوى على اضراب طويل".

ويضيف لصحيفة "فلسطين": "كل أفراد العائلة لا ينامون تقريباً نتيجة القلق على شقيقنا محمد، وعلى الأسرى، فبعد 30 عامًا من الاعتقال والأسر يعود شقيقي إلى مربع الاضراب مرة أخرى بعد أن كان من المفترض أن يكون قد تنسم الحرية منذ عدة سنوات، غير أن الاحتلال يمارس القسوة والعنصرية على أسرانا ويسلبهم حياتهم داخل الأسر".

ويتابع داود قائلا:" ما نعيشه يفوق التصور والخيال، فهناك انتفاضة داخل قلوبنا، والخوف يلفنا لفا، ونحن ننتظر الفرج من الله وانتصار الأسرى في معركتهم"، داعيا الله أن يصبر الأسرى ويمدهم بقوة من عنده في إضرابهم.

أما والدة الأسير المريض معتصم رداد من بلدة صيدا شمال طولكرم، فقد قالت إن ابنها "معتصم" مريض ومصاب بمرض خطير، ويتناول أكثر 20 حبة دواء يوميًا، وأنه ورغم ذلك يشارك اخوانه الأسرى في إضرابهم عن الطعام في زنزانته.

وأكدت لصحيفة "فلسطين"، أن إضراب ابنها مع بقية الأسرى في سجون الاحتلال يشكل أمامها "محطة عذاب إضافية"، حيث من يخوض الإضراب وهو مريض تتضاعف فرص الخطر على حياته أكثر بمرات عن غيره من سليمي الجسد.

ولفتت إلى تضامنها مع ابنها الأسير، وتأييدها له، رغم مجريات الخطر على حياته، سيما وأن الاحتلال يرفض أن يتعامل مع الأسرى إلا وفق حالة الضغط والقهر وكسر الإرادة، ودون إعطائهم حقوقهم المسلوبة ومتطلبات العيش الكريم.