أمس السبت بدأت فترة الدعاية الانتخابية لانتخابات مجالس الهيئات المحلية بالضفة الغربية، وما لا يمكن إنكاره عدم تفاعل الشارع مع الانتخابات منذ الإعلان عنها رغم وجود صراعات خفية تجري خلف الكواليس داخل تيارات منظمة التحرير، وقد تشهد الانتخابات الحالية التي تجري في الضفة الغربية وحدها امتناعا كبيرا عن المشاركة لسببين: الأول مقاطعة حماس وبعض الفصائل لها، والثاني انشغال الساحة الفلسطينية بقضايا قد تكون مصيرية وأكثر أهمية من الانتخابات ذاتها.
بعض الجامعات الفلسطينية جرت فيها الانتخابات في الضفة الغربية بشكل سلس ولكن المشاركة في غالبيتها لم تتعد 59% رغم عدم مقاطعة حماس لها بشكل واضح ومشاركتها في بعضها، وهنا ولأن البعض حاول استغلال نتائج تلك الانتخابات وكأنها انتخابات تشريعية اقول انها لا تعكس توجهات الشارع الفلسطيني لسبب بسيط وهو ان الفائز فيها لم يحصل على اكثر من 29% المئة من اصوات اصحاب حق الاقتراع وإن حصل على 50% من اصوات المشاركين، وهذا يعني ان نتائج الانتخابات لا تؤثر الا في اطار الجامعات ومن سيتولى ادارة مجالسها هذا العام، وقد تكون انتخابات الهيئات المحلية شبيهة لها بحيث لا تعكس توجهات الشارع السياسية وخاصة ان الانتخاب سيكون بناء على قدرة المرشحين على تقديم خدمات لمجالس تضررت بشكل كبير في السنوات السابقة، وقد يكون الانتخاب ايضا لاعتبارات عشائرية اكثر منها حزبية وسياسية.
الشارع الفلسطيني كان متعطشا للتغيير من خلال الانتخابات ولكن تعطيل الانتخابات في المرة الاولى اصاب جزءًا كبيرًا بالإحباط، كما أن أمورًا كثيرة طرأت فقدمت قضايا عديدة على انتخابات الهيئات المحلية مثل قضية إضراب الأسرى وانتفاضة القدس والخلافات الفلسطينية الداخلية التي تكاد تعصف بما تبقى من أمل في إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، وسيظل الشارع الفلسطيني في حالة ترقب حتى يتبين له الاتجاه الذي سيمضي به، فهل ستستقر أحوالنا الداخلية وينصلح حالنا ام سنذهب جميعا الى المجهول كما تخطط له دولة الاحتلال إسرائيل وإدارة ترامب وبعض الاطراف العربية وغير العربية المتآمرة على فلسطين والقضية الفلسطينية؟