فيما يتحضر الإسرائيليون لمواجهة تغيير محتمل في الإدارة الأمريكية، وتدهور العلاقات مع (إسرائيل)، صدرت دعوات في الأيام الأخيرة بضرورة أن تستمر في تعزيز مصالحها المشتركة، وعلاقاتها السياسية والاقتصادية، لأنه للمرة الأولى منذ فترة طويلة، تواجه إسرائيل انتخابات رئاسية أمريكية مصيرية ستؤثر بشكل كبير على علاقات البلدين، وعلى التحديات والفرص التي ستواجهها في مواجهة النظام الأمريكي الجديد.
يعتقد الإسرائيليون إذا تم انتخاب ترامب لولاية ثانية، فإن الصورة ستكون واضحة جدا بالنسبة لهم، مرجحين أن يستمر بعزل إيران، وتقويض برنامجها النووي، أو القضاء عليه، ومواصلة التطبيع مع العالم العربي، وتعزيز السيادة الإسرائيلية في غور الأردن، وزيادة الاستيطان في الضفة الغربية.
وإذا فاز بايدن، وهذا خيار متوقع، فيتخوف الإسرائيليون أن يشهدوا تغييرًا جذريًا في العلاقة الأمريكية تجاههم، قد تصل درجة العداء، مع إمكانية تراجع حق النقض الأمريكي التلقائي في مجلس الأمن لصالحهم، وربما فرض العقوبات عليهم، ويحتاج هذا الخيار إلى الاستعداد له من قبلهم.
تزداد المطالب داخل إسرائيل بضرورة أن تستوعب التغير المقبل في واشنطن، لأنها لم تعد شأناً متوافقا عليه بين الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، الجمهوري والديمقراطي، على العكس، بل أصبحت قضية مثار خلاف للكثيرين في أوساطهما، وباتت محل نزاع عميق وطويل الأمد بينهما.
يزعم الإسرائيليون أن اتفاقيات التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان قد تعتبر أول خطوة لبناء ما يرون أنه تحالف عربي إسرائيلي ضد إيران وتركيا، في مواجهة تحالف أوروبي مع إيران، وتحالف محتمل لبايدن معها، وتهدف ما باتت تسمى "الجبهة الإسرائيلية العربية المشتركة" لإنتاج بديل واضح للولايات المتحدة وأوروبا يمنع خطرًا وجوديًا على الدول الشريكة في سيناريو يستمر فيه برنامج طهران النووي في التقدم.
ربما يبالغ الإسرائيليون في التخوف من التغير الوشيك في البيت الأبيض، ومع ذلك فإنه يتطلب تعميقا كبيرا لتعاون البنية التحتية التكنولوجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وجعل إسرائيل رصيدًا أساسيًا للأمريكيين بالحفاظ على تفوقهم التكنولوجي على باقي المنافسين.
كما أن أي تغير في المشهد الرئاسي الأمريكي يستدعي من إسرائيل تعميق التعاون الاستخباري مع واشنطن، ومواجهة الجماعات المسلحة والانتشار النووي، والتهديدات الأخرى، وتعاونًا أوثق بين وكالات استخبارات الجانبين، صحيح أن هذه المشاركة موجودة اليوم، لكن هناك مجال لتعميقها، والاستفادة من كون إسرائيل "مركزًا أماميًا" للعالم الغربي في الشرق الأوسط.
أكثر من ذلك، فلعل التغير المقبل في البيت الأبيض يتطلب من إسرائيل تعميق الروابط والتحالفات مع دول الهند واليابان وكوريا وروسيا وبريطانيا وأوروبا في حوض البحر المتوسط ودول إفريقيا، وعدم وضع كل البيض في سلة واحدة، صحيح أن علاقتها مع واشنطن قوية، لكنها تستعد لأي سيناريو فيها!