فلسطين أون لاين

التعليم العالي: ليس بديلاً عن الوجاهي

تقرير التعليم الإلكتروني.. ضرورة فرضتها جائحة "كورونا" على جامعات غزة

...
غزة- صفاء عاشور

على مدار ثلاثة فصول دراسية، لجأت الجامعات والكليات في قطاع غزة إلى التعليم الإلكتروني، في ظل تفشي فيروس "كورونا"، من أجل ضمان استمرار تقديم الخدمة التعليمية لطلبتها في مراحلهم المختلفة،.

مرحلة جديدة فرضت على الطلبة الذين باتوا يتلقون محاضراتهم إلكترونيا، في ظل وجود أزمة كهرباء وإنترنت إلى جانب غياب بعض الأجهزة التقنية وضعف التعامل مع التطبيقات الحديثة.

ورأى الطالب في تخصص الهندسة وسيم عكاشة أن التعليم الإلكتروني خلال الفصل الدراسي الماضي تخلله حالة من المرونة في الدراسة بالنسبة للطلبة لاعتماد الجامعة أسلوب النجاح دون تقييم بالدرجات.

وقال عكاشة لصحيفة "فلسطين": أما الفصل الدراسي الحالي وبعد تعود الطلبة على البرامج والتطبيقات التي تم تخصيصها للدراسة عن بعد أصبح هناك تقييم بالدرجات، "ولكن لا تزال هناك بعض المشاكل التي نعاني منها".

وذكر أن من أبرز المشاكل التي تواجه الطلبة: عدم تنظيم الوقت في المحاضرات، وعدم قدرة الطالب على فهم جميع المحاضرات، لافتاً إلى أنه في السابق كانت مدة التعليم الوجاهي والمحاضرة لا تتجاوز 40 دقيقة أما الآن فبعض المحاضرات تتجاوز الساعة ونصف.

وأشار عكاشة إلى أن بعض المحاضرين اعتمدوا فيديوهات قديمة مسجلة خلال سنوات سابقة وتم ارسالها للمشاهدة دون شرحها، معتبرا ذلك "يؤثر على قدرة الطالب على الفهم لعدم وجود تواصل مباشر وإمكانية لطرح السؤال والحصول على الإجابة".

أما طالبة الماجستير إسلام الحصري، فقالت إن الدراسة للماجستير تختلف عن البكالوريوس، مشيرة إلى أنها واجهت مشكلة في القدرة على التعامل مع التكنولوجيا والتطبيقات والبرامج الحديثة التي تم اعتمادها للدراسة عن بعد.

وقالت الحصري لصحيفة "فلسطين": إن مشكلة توفير الكهرباء بشكل دائم و"انترنت سريع" أمر غير متوفر للجميع؛ لاعتماد منهجية التعليم الإلكتروني.

وذكرت أن المحاضرات الخاصة بدراسة الماجستير تكون عبارة عن مشاهدة محاضرات لا يوجد فيها أي تفاعل بين "الأستاذ والطالب".

وأضافت: "المشكلة الأكبر هي الوقت المخصص للمحاضرات والتي تتراوح من ساعتين إلى ثلاث ساعات ويجب على الطالب أن يكون منتبهاً فيها، بالإضافة إلى موضوع عمل الأبحاث التي تحتاج إلى توفر مراجع غير قادرين على توفيرها في ظل الإغلاق".

ونبهت الحصري إلى أنها في الفترة الحالية تعتمد على نفسها بنسبة 100% فيما يتعلق بالدراسة للمواد التي تأخذها لدرجة الماجستير أو في إعداد الأبحاث الدراسية المطالبة بها.

صعوبات مختلفة

ومن وجهة نظر، رئيس مجلس طلبة الجامعة الإسلامية م. محمد الفرا، فإن الأخيرة تمتلك بنية صلبة في التعليم الإلكتروني منذ 2010 حيث كانت تبث محاضرات مسجلة للطلبة، "ولكن كان الأمر في السابق أمر بسيط وكان الاعتماد على التعليم الوجاهي".

وأكد الفرا لصحيفة "فلسطين" أن الانتقال من التعليم الوجاهي والاعتماد بشكل كامل على التعليم الإلكتروني بشكل مفاجئ أحدث عدة مشكلات في البداية عند الطرفين (الأكاديمي والطالب).

وأشار إلى أن الصعوبة زادت في الكليات الأدبية، التربية والتجارة والشريعة القانون "فكان الأمر جديداً وتسبب بصعوبة وعائق في التأقلم مع أركان العملية التعليمية فيما يتعلق بتنزيل المحاضرات ومشاهدتها أو إرسال الواجبات".

وأضاف الفرا: "إن تأقلم الأساتذة مع هذا الأسلوب في الدراسة أخذ وقت وجهد كبير منهم وكذلك التأقلم مع برامج المودل والزوم، بسبب عدم وجود تجربة سابقة مع البرامج الإلكترونية".

من جهته، قال مدير دائرة المنح والبعثات في وزارة التربية والتعليم العالي، حمدي الدلو: إن التعليم الإلكتروني المتبع في الجامعات الفلسطينية هو ضرورة فرضها فيروس كورونا.

وأوضح الدلو لصحيفة "فلسطين" أن مقدمات التعليم الإلكتروني في السنوات السابقة كانت موجودة لدى الجامعات خاصة، فيما يتعلق بالتعامل مع بعض البرامج ووسائل التواصل للاجتماعي من أجل تسهيل التواصل بين الطلاب والمدرسين.

وقال: إن الأمر ليس جديداً ولكن التعليم الإلكتروني كمخرج نهائي لا يكفي في مقابل التعليم الوجاهي، خاصة أن الطلاب يختلفون في المستويات والتخصصات أو من ناحية التعامل مع آليات التعليم ومستويات الفهم.

وأشار إلى أن هناك بعض التخصصات التي من الصعب أن يتم فيها فرض التعليم الإلكتروني خاصة تلك المتعلقة بالمختبرات العلمية والتي تحتاج إلى أن يكون التعليم وجاهي من أجل أن يقوم الطالب تنفيذ التجارب وتطبيق ما يتعلمه.

وشدد الدلو على أن العملية التعليمية في شكلها الحالي تبقى في حالة من النقص سواء على صعيد الطالب الذي يتراوح مستواه بين السنة الأولى، الثانية، الثالثة أو الرابعة، أو من ناحية التخصصات سواء علمية وأدبية وتربوية أو غيرها.