أكد مدير مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال د. محمد أبو ندى، أن مرضى السرطان والأورام يواجهون صعوبات عدّة في تلقي العلاج والخدمات المخصصة لهم، نتيجة تراجع التحويلات الطبية لمرضى قطاع غزة.
وأوضح أبو ندى لصحيفة "فلسطين"، أن هؤلاء المرضى يواجهون صعوبة في تلقي الخدمة بسبب قلّة التحويلات الطبية إلى مستشفيات الضفة والداخل المحتل، واقتصارها على الحالات الخطرة جدًّا، والاكتفاء بمستشفى الحياة التخصصي بغزة بديلًا عنها.
وبيَّن أن مستشفى الحياة لم يستطِع القيام بالجهد الكامل للتغلب على مشكلة هؤلاء المرضى، نتيجة نقص أصناف متعددة من الأدوية الخاصة بمرض السرطان لدى المستشفى ووزارة الصحة أيضًا، يُضاف إلى ذلك الحصار المفروض على القطاع ثم جائحة كورونا.
وقال: هؤلاء المرضى هم ضحية لعدة عوامل متعلقة بسبل توفير العلاج اللازم لهم، مشيرًا إلى أن أعداد المصابين بالسرطان تتراوح بين 80-100 حالة شهريًا داخل القطاع.
وبيّن أن التحويلات الطبية توقفت بنسبة 70% في حين أن النسبة المتبقية اقتصرت على المرضى من الحالات الخطيرة، والتي لا يوجد لها علاج في غزة.
وذكر أن أصناف العلاجات لم تكن متوفرة في القطاع في أي لحظة من اللحظات، لذلك يتم تحويل الحالات التي تحتاج هذه الأصناف، لافتًا إلى أن الأطباء في مستشفى الرنتيسي يجرون التحويلات بسرعة، لكن يبقى الأمر لدى دائرة العلاج بالخارج.
ونبّه إلى أن عدم وجود تنسيق بين السلطة والاحتلال ألقى بظلاله السلبية على موضوع التحويلات الطبية، مبيّنًا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقوم بالتنسيق للحالات التي تحتاج إرسال لمستشفيات الداخل عبر سيارات إسعاف خاصة لخطورة حالتها.
وأضاف: "في بعض الأحيان يتبرأ الصليب الأحمر من ذلك، تحت مبرر أن عملية التنسيق ليست من مسؤولياتها، لذلك يبقى المريض وخاصة السرطان ضحية لكل الخلافات سابقة الذكر".
وفيما يتعلق بآلية عمل مستشفى الرنتيسي في ظل تفشي جائحة كورونا، اعتبر أن الأمور ما زالت "تحت السيطرة" مبدئيًا، وذلك بسبب اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للمرضى ومرافقيهم القادمين للمستشفى.
وأفاد بأن الطواقم العاملة في المستشفى تُجري فحوصات كورونا لكل مريض ومرافق له "وأحيانًا نضطر لوضع بعض المرضى في غرفة واحدة حتى ظهور نتيجة الفحص، للاطمئنان على حالتهم الصحية ثم تلقي العلاج بطريقة سليمة".
وذكر أبو ندى أن المستشفى يتبع نظام "التفويج" وهو تحديد مواعيد مسبقة لحضور كل مريض، مؤكدًا أن هذا الأسلوب يتطلب جهدًا كبيرًا من إدارة وطواقم المستشفى.
وأكد أن إدارة المستشفى تحاول السيطرة قدر الإمكان في تنظيم دخول المرضى القادمين للعيادات الخارجية وذلك بسبب امتلاء المستشفى في بعض الأحيان، من خلال المحافظة على آليات ووسائل الوقاية مثل ارتداء الكمامات وتسجيل أسماء الوافدين والتباعد الاجتماعي.
وبيّن أن المستشفى "غير مهيأ" في الوقت الحالي لاستقبال مرضى الأورام البالغين "لكنه يسعى لتقديم الخدمات لهم قدر الإمكان".
ونبه مدير مستشفى الرنتيسي التخصصي إلى أن عدد الإصابات التي تم اكتشافها داخل المستشفى منذ بداية جائحة كورونا بلغ 3 من المرضى واثنين من المرافقين للمرضى، إضافة إلى 7 موظفين من داخل المستشفى، مشيرًا إلى أن إدارة المستشفى تجري فحوصات عشوائية للموظفين والمرضى المنومين باستمرار، لاكتشاف أي حالات قد تكون مصابة بفيروس كورونا.
وتحرم سلطات الاحتلال آلاف المرضى من التنقل والسفر لتلقى العلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس المحتلتين بحجة الفحص الأمني.
وكان منسق الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، أعلن في وقت سابق، أنه تم الاتفاق على ترتيب مؤقت لعلاج مرضى غزة في الخارج، لكن الاتفاق اصطدم بالتعنت الإسرائيلي.